أنهت 16 دولة أورو بية ومندوبين عن الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" المعارض، مؤتمراً في لاهاي امس، استمرت أعماله يومين. وأعرب يان برونك وزير الدولة الهولندي للتعاون عن الارتياح للتقدم الذي حصل في مواقف الخرطوم والمتمردين لجهة الإطار المستقبلي للمفاوضات، خصوصاً "الاتفاق على احتمال صيغة مقبولة لتقرير المصير للجنوب السوداني على أساس استفتاء يتم اجراؤه بإشراف الاممالمتحدة". كما قال برونك في مؤتمر صحافي عقده في ختام اعمال المؤتمر. ومع ان برونك ابدى تفاؤلاً بحصول تغير جدي في مواقف الطرفين، اعرب عن قلق الدول المجتمعة من تفاقم تعليق المساعدات وأعمال الاغاثة ومصاعب ايصالها الى المحتاجين في مناطق مختلفة. وصرح في هذا الصدد بأن الجانبين اتفقا على توسيع رقعة المناطق المشمولة بالمساعدات عبر استخدام الطائرات التي يسمح لها بالاقلاع من مناطق داخلية، بمعزل عن وقوعها بيد هذا الطرف أو ذاك. لكن برونك حذر ممثلي الطرفين من أن الاستمرار بالشروط السابقة وعدم تقديم المساعدة لتنفيذ برامج الإغاثة سيعني وقفها في نهاية تشرين الأول اكتوبر المقبل، لاستحالة "إقناع البرلمانات الأوروبية بجدوى الاستمرار فيها". وأعلن برونك في مؤتمره ان الجانبين "اتفقا على البحث في العلاقة بين الدين والدولة في السودان، وما اذا كان السودان سيتحول دولة دينية بحتة أم دولة غير دينية. ولكنه اعتبر ان البحث في منح الجنوب السوداني حق تقرير المصير يهدف الى معالجة هذا السؤال". وكان المؤتمر قد عقد على مستوى الوزراء المتخصصين وفي حضور ممثلين عن منظمة التغذية الدولية. وركز الجانب الأوروبي على عدم التشديد على خيار محدد للحل وانما الاقتصار على تقديم أقصى مساعدة مالية وسياسية للجانبين ضمن إطار مبادرة "ايغاد"، ولا سيما ما تم انجازه ضمن اجتماعات نيروبي. وأبلغ الوزير برونك الصحافيين "ان جولة ثالثة ستعقد في آب اغسطس في أديس ابابا لأطراف اجتماعات نيروبي للخروج ببرنامج رسمي وآلية لعملية احلال السلام". وأكد ان الدول الأوروبية "عبرت خلال اجتماعاتها مع مندوبي الطرفين عن استعدادها لتقديم كل دعم سياسي أو مالي للقرارات التي سيخرج بها الاجتماع". ولكن الاجتماعات الأوروبية جرت مع كل وفد على حدة في مقر وزارة الخارجية الهولندية ومن دون جمع الطرفين الى طاولة واحدة. وقال برونك ان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت ابلغ المؤتمر ان حكومته قررت وضع السودان على جدول الاعمال المقبل لوزراء الخارجية الأوروبيين، حيث ينتظر ان تناقش اثناء ذلك فكرة ارسال "ترويكا" أوروبية الى المنطقة بالتنسيق مع دول "ايغاد" والدول والمنظمات الدولية الأخرى مثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي واليابان وكندا