السيد المحرر، بعد التحية، شدني كثيراً ما كتبه حازم صاغية عن المونديال، فوددت التعليق ببعض الممكن من القول كاسهام بسيط داخل دائرة الجدل، فتفضلوا بنشرها بالكيف الذي ترون. فالرياضة اذ تخلق لحظات من الفرح المتوهم لجمهور تهستر لفعل الكرة الساحرة فإنها تباشر فعلها في تخفيف الانجراحات النرجسية للجماعات الضعيفة بتوهم القوة عبر الانتصارات الريا ضية المحققة لقدر من النشوة المفقودة في حياة يومية مليئة بالخيبة. واذا كان التميز والتفرد متعذر حصوله على المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية، فهو ممكن جداً على مستوى التجادل الرياضي الذي بات معادلاً لبلوغ الرضا النسبي عن الذات. فالذات المهزومة هناك، هي منتصرة هنا في الرياضة. والجمهور يسعى للتخفف من عقد الدونية التي يؤكدها الخطاب الاعلامي بتوصيفات العالمثالثي، فيهتف ويصفق لغارات فريقه على الخصم من دون ان ينسى كيل التهم والسباب وإبداء التشكك في نوايا الآخرين. وهكذا حتى اذا ما كان الانتصار وكان الفرح المفقود أغرقنا الذات بكؤوس الثقة لتتعالى بعيداً عن تواضعها في لحظة نادرة تتخلى فيها عن ارتهانها الى دواعي الضعة والضعف. وبذلك نضيف الى جملة أوهامنا وهماً آخر، فننتشي فخراً بأفضليتنا على الآخرين، ولكن في ماذا؟ هذا ما لا داعي لاستحضاره حين بلوغ القمة المزيفة