أعلن جبار فرمان ، وهو عضو في المكتب السياسي ومسؤول عسكري رفيع المستوى في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، ان حزبه أسقط الخيار العسكري كحل للخلافات بينه وبين الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني. واوضح ان الدعم التركي لخصمه لم يترك مجالاً إلا للتفاهم بين هذين الفصيلين الرئيسيين في شمال العراق اللذين يتقاسمان المنطقة الكردية منذ اندلع بينهما اقتتال في 1994. وعقدت اخيراً لقاءات منتظمة بين قيادتي الحزبين مما أدى الى تحسن الاجواء بينهما. وعلى رغم ان الهدف النهائي لهذه اللقاءات هو عودتهما الى التعاون في اطار ادارة موحدة، اقتصرت النتائج حتى الآن على اجراءات مشتركة محدودة، ولم يتفق الطرفان بعد على تبادل الاسرى. ونقلت وكالة "رويترز" عن فرمان قوله في السليمانية ان "الحزب الديموقراطي فقد دعم الشعب وأصبح مديناً لتركيا ومعتمداً عليها بدعوتها الى التدخل في كردستان لحل مشاكله العسكرية". ورأى ان اجراء انتخابات في مناطق الاكراد "سيظهر كم صار الشعب الكردي ينفر منهم" في اشارة الى حزب بارزاني. واعترف بأن التفوق العسكري التركي على مقاتلي الاتحاد جعل خيار الحل العسكري للخلافات بين الحزبين معدوماً. واضاف: "استطعنا ان نحصي 36 دبابة تركية في مواجهتنا وكان واضحاً ان الأمر فوق طاقتنا". واللافت ان مندوباً عن حزب بارزاني شارك قبل ايام في لقاء للمعارضة العراقية رعته وزارة الخارجية البريطانية في لندن، بعدما كان الحزب قاطع لقاءات من هذا النوع عقدت خلال الاشهر الماضية. وفي هذا السياق اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن انديك اول من امس ان ادارة الرئيس بيل كلينتون قررت مساعدة المعارضة العراقية، التي نشرت وزارته قائمة بأسماء 73 تنظيماً اعتبرت انها تمثل هذه المعارضة. وقال انديك ان الادارة ستحاول مساعدتها ورأى انها "تمثل رؤية بديلة للعراق، وهي ديموقراطية تناقض رؤية الرئيس صدام حسين".