طالب أهالي المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية المؤسسات الحقوقية الدولية بالعمل على وقف سياسة العزل المفتوح التي تستخدمها اسرائيل ضد ابنائهم والتي باتت تشكل منهجاً للقائمين على سلطة سجون الاحتلال للتخلص ممن تعتبرهم خطرين حتى أثناء وجودهم خلف قضبان السجن. ونظم أهالي المعتقلين اعتصامات ومسيرات جماهيرية انطلقت من مقار الصليب الأحمر الدولي في مختلف المدن الفلسطينية مطالبين بانقاذ ابنائهم من خطر سياسة العزل الاسرائيلي التي يصفونها ب "مشروع قتل" مستمر ضد ابنائهم. وجاء التحرك الجماهيري الذي دعا اليه نادي الأسير الفلسطيني في أعقاب إضراب ثمانية من السجناء الفلسطينيين عن الطعام استمر ثمانية عشر يوماً احتجاجاً على عزلهم في زنازين سجن بئر السبع الصحراوي في النقب بعد رفض المحكمة الاسرائيلية العليا النظر في مطالبهم القاضية بعودتهم للعيش مع رفاقهم في المعتقل بعد ان تحولت حياتهم الى جحيم. ويقبع في زنازين العزل الاسرائيلية التي تقع تحت الأرض 63 أسيراً فلسطينياً من أصل 2800 يوجدون خلف القضبان في ظروف اعتقال سىئة. أحمد شكري وانتهجت اسرائيل أسلوب العزل ضد المعتقلين السياسيين الفلسطينيين لفترات قصيرة من الزمن امتدت في اقصاها الى شهرين خلال العقود الماضية الا انها لجأت بعد اتفاقات اوسلو الى عزل من تعتبرهم خطرين لفترات زمنية طويلة بلغت في بعض الحالات أربعة أعوام مثل الأسير أحمد شكري الذي لا يزال يقبع في زنازين العزل في سجن الرملة منذ الحكم عليه بالسجن المؤبد في أواخر العام 1993. واكد مدير نادي الأسير الفلسطيني عيسى قراقع الذي زار شكري أخيراً انه يعاني من مشاكل صحية ونفسية خطرة نتيجة لعزله المطول في زنزانة صغيرة تحت الأرض شبيهة بالقبر وللسياسة التي تتبعها سلطة السجون ضده والتي قال انها مشروع قتل تدفع الأسير إما للجنون أو الانتحار. وضرب قراقع مثالاً في حديث لپ"الحياة" ما حدث للمعتقل مروان العالي من قرية حجة القريبة من جنين الذي توفي في سجن مجدو قبل نحو عام بعد ان وضع في العزل الانفرادي لمدة ثلاثة اشهر ادعت سلطات الاحتلال بعدها انه انتحر داخل زنزانته. وتحرم سلطة السجون الاسرائيلية المعزولين في زنازين بنيت خصيصاً تحت الأرض من الاتصال بالمعتقلين السياسيين ومن الاستماع الى الراديو أو الحصول على الصحف اليومية وتعرضهم للاحتكاك بالسجناء الجنائيين الاسرائيليين المتهمين بالقتل أو تعاطي المخدرات. ويمضي السجين الفلسطيني في معظم الاحيان يومه الكامل من دون ان يتحدث الى أي انسان. وتتضمن سياسة العزل الانفرادي حرمان بعض الأسرى من زيارة أهاليهم لهم لمدد زمنية طويلة وصلت في حالة السجين علي مسلماني من القدس الى أربعة اشهر منع خلالها من رؤية أفراد اسرته. واستهجنت المنظمات الحقوقية انتهاج اسرائيل سياسة العزل الانفرادي ضد السجناء الفلسطينيين الذي يمضون محكومياتهم الطويلة في السجن، الأمر الذي اعتبرته هذه المؤسسات ممارسات انتقامية من سجناء سياسيين "توجب معاملتهم كأسرى حرب. ويقول السجناء ان أوضاعهم الحياتية اليومية داخل السجون تدهورت في اعقاب التوقيع على اتفاقات اوسلو، مشيرين الى محاولات ادارة السجون سحب مكتسباتهم التي حصلوا عليها عبر النضال المستمر داخل السجن لتحسين أوضاعهم المعيشية. وعمدت اسرائيل الى فصل الاسرى الفلسطينيين من مناطق 1948 عن بقية الأسرى الذين صنفتهم حسب ميولهم السياسية ومواقفهم من اتفاقات اوسلو. واكد قراقع ان حالة من الاحباط والاستياء الشديدين تسود بين الأسرى الفلسطينيين الذين تعاملت الاتفاقات مع قضيتهم بشكل غير جدي أو ثانوي، خصوصاً بعد ممارسات ادارة السجون الأخيرة ضدهم والتي باتت تشكل مصدراً للتوتر والاحتكاك داخل السجون