تبحث اطراف عربية حالياً فكرة عقد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية لدرس الوضع في عملية السلام وتقديم تقرير الى القادة العرب يتضمن توصياتهم ومقترحاتهم للتعاطي العربي مع هذا الوضع سواء على صعيد الوسائل او الغاية. ويأتي النظر في هذه الفكرة بعد ظهور صعوبة عقد قمة عربية كاملة يحضرها العراق بسبب اعتبار دول خليجية أن الوقت لم يحن بعد وان الظروف لم تنضج لذلك، او قمة سباعية بسبب عدم ترحيب الأردن بعقدها في دمشق والاختلاف حول القرارات التي يجب ان تصدر عنها في شأن التطبيع او قمة ثلاثية مصرية - سورية - سعودية تستبعد الطرف الفلسطيني صاحب المشكلة الاساسية الآن مع اسرائيل. وقالت مصادر مطلعة في القاهرة لپ"الحياة" إن فكرة عقد الاجتماع الوزاري الاستثنائي تستند الى بيان منفصل بعنوان "وضع عملية السلام في الشرق الاوسط" صدر عن اجتماع خاص للوزراء على هامش اعمال مجلس الجامعة في دورته الاعتيادية السابقة في 25 اذار مارس الماضي تناول بحث الوضع في العملية وكلف الامانة العامة للجامعة متابعة التطورات. وذكرت المصادر ان الاجتماع اعتبر نفسه في حال انعقاد دائم واستئناف انعقاده خلال ستة اشهر لتقويم الوضع، مشيرة الى ان هذه الفكرة مطروحة على المشاورات الجارية حالياً بين وزراء الخارجية المصري السيد عمرو موسى والسعودي الامير سعود الفيصل والسوري السيد فاروق الشرع. واعتبرت المصادر عقد اجتماع وزاري "صيغة" يمكن تحقيقها في ظل الخلافات حول عقد قمة عربية بأي حجم مقترح، كما يمكن من خلالها اذابة هذه الخلافات، مشيرة الى ان الدعوة الى الاجتماع ستوجه في ضوء نتائج المشاورات العربية الجارية حالياً لتقريب وجهات النظر في شأن القمة من حيث التوقيت والمكان ومشاريع القرارات والحجم كاملة او سباعية او ثلاثية. وكان بيان "وضع عملية السلام في الشرق الأوسط" اكد التمسك العربي بالسلام العادل كخيار استراتيجي. وشدد على الالتزام بقرارات قمة القاهرة العربية الاخيرة. واضافت ان الفترة المقبلة ستشهد مشاورات عربية في الرياضودمشق، مشيرة الى زيارة موسى الى السعودية الاربعاء المقبل لمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة برئاسته وسعود الفيصل، كما سيتوجه وزير الاعلام صفوت الشريف الى الجزائر في اليوم نفسه حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك الى الرئيس اليمين زروال، وسيزور الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد دمشق يوم 28 من الشهر الجاري لمحادثات مع الرئيس حافظ الاسد والشرع. وتتعلق هذه التحركات بتنقية الاجواء العربية والوضع في الشرق الاوسط والبدائل العربية للتحرك ازاء سياسات حكومة اسرائيل وفي ضوء تباين وجهات النظر بين بعض الأطراف العربية