دكار، ليشبونة - أ ف ب، أ ب - خفت حدة التراشق المدفعي أمس الاثنين بين القوات الحكومية في غينيا بيساو والمتمردين الذين يتحصنون في ثكنة برا قرب مطار العاصمة. ومع انحسار القتال، افيد ان 200 جثة لا تزال مطروحة في الشوارع التي خلت متاجرها من البضائع في ظل أعمال سطو نشطت تحت ستار المعارك. وفي وقت استكمل الأميركيون اجلاء رعاياهم مساء أول من أمس وواصل رعايا الدول الأخرى عمليات النزوح بحراً عبر مرفأ بيساو، طالب المتمردون باستقالة الرئيس خواو فرناندو فييرا واجراء انتخابات في غضون أيام. ورغم اعلان القوات السنغالية التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية احكام سيطرتها على الوضع قرب المطار، أفادت مصادر ديبلوماسية في بيساو ان التراشق المدفعي استمر وان خفت حدته نسبياً. وأكدت المصادر نفسها ان الهجوم الحكومي لم يحقق اختراقاً على جبهة الشمال حيث يتحصن المتمردون في ثكنة برا ويسدون انطلاقاً منها، الطريق الى المطار. وتكبدت القوات السنغالية خسائر في الأرواح وأفيد أنها فقدت سبعة قتلى على الأقل وأصيب 30 من عناصرها بجروح خطيرة في الهجوم الذي شنته أول من أمس. ولكن الخسائر الأكبر كانت في صفوف المدنيين. وأعلن مسؤول في غينيا بيساو فر من العاصمة ان جثث أكثر من مئة مدني كانت ما تزال في شوارع المدينة السبت الماضي. وأكد المصدر نفسه انه شاهد منازل عدة تحترق في وسط المدينة وفي حي سانتا لوزيا الى شرقها. وأوضح ان مدنيين عديدين محاصرون في المدينة. وقال ان محلات ومنازل تركها أصحابها تعرضت للنهب من قبل المتمردين أولا ثم من قبل مدنيين. الى ذلك، اعلن الناطق باسم العسكريين المتمردين، ان هؤلاء لا يريدون الاستيلاء على السلطة وانما "اقرار العدل في البلاد وتأمين اجراء انتخابات حرة". وفي مقابلة بثتها محطة التلفزة البرتغالية "ار تي بي افريقا" مساء أول من امس قال الناطق باسم المتمردين انه "ليس هناك انقلاب" وان الغاية مما يجري هي "اقرار العدل في البلاد وتأمين اجراء انتخابات جديدة حرة". ووضع شرطين لانهاء التمرد هما بدء مفاوضات واستقالة الرئيس فييرا الذي اتهمه بأنه أراد اغتيال الجنرال انسومان ماني، قائد التمرد والرئيس السابق لهيئة الاركان.