أكد الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين امس رفضه مشاركة الحركة في الحكومة الفلسطينية الجديدة، وقال ل"الحياة" في الخرطوم ان "حماس" التي تعارض اتفاق اوسلو لن تشارك في ما ينبثق منه. ويأتي موقف الشيخ ياسين بعد ظهور تباين في مواقف بعض قيادات الحركة ازاء المشاركة في السلطة، خصوصاً بعد اعلان الدكتور محمود الزهار امس ان موقف "حماس" السابق بحاجة الى اعادة تقويم في ضوء الظروف الراهنة. لكن رغم هذا التباين، اتفقت القيادات على ربط الموقف النهائي من المشاركة بموقف الشيخ ياسين. ومن جانبها، اعلنت فصائل المعارضة الفلسطينية امس انها لن تشارك في الحكومة الفلسطينية الجديدة على اساس رفضها اتفاقات اوسلو وكل ما ينبثق منها. الا ان هذه الفصائل، باستثناء حركة "الجهاد الاسلامي"، اعلنت انها ستحضر الاجتماع الاستشاري الذي سيعقده عرفات مع المعارضة "لاستطلاع تقويمها للمرحلة التأسيسية السابقة ورؤيتها لتحسين الاداء وامكانات انضمامها الى اي حكومة جديدة"، حسب تعبير الامين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم. في غضون ذلك، تباينت ردود فعل اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني امس ازاء حدود التعديل الوزاري المنتظر. وبينما قلل نواب من حجم التغيير ورجحوا الا يتجاوز حدود ملء المراكز الشاغرة بسبب وفاة اصحابها او استقالتهم، توقع نواب آخرون ان ينطوي التغيير على ابعاد ملموسة بصورة جوهرية. وفيما ابدت اوساط السلطة والمعارضة على حد سواء ارتياحها الى توجيه الدعوة لقادة "حماس" للمشاركة في السلطة، ظهرت امس اشارات متناقضة في شأن الموقف النهائي للحركة من دعوة عرفات. اذ بينما رفض الناطق باسم "حماس" في الاردن ابراهيم غوشة هذه الدعوة، بدا لافتاً قول الزهار ان المواقف السابقة للحركة من المشاركة في السلطة "بحاجة الى اعادة تقويم في ضوء الظروف الراهنة". وعلى رغم ان الزهار لم يعطِ موقفاً حاسماً أو قاطعاً، إلا أنه ربط بين هذا الموقف والمشاورات التي ستجري مع الشيخ ياسين بعد عودته الى غزة. وشدد على ان الموعد الذي حدد لعقد اللقاء التشاوري مع قادة الحركة غير مناسب وقريب جداً، مشيراً الى ان "حماس" بحاجة الى وقت كافٍ ليكون بمقدور قادتها اجراء المشاورات مع الشيخ ياسين ليصار الى تقرير الموقف النهائي. واكد مجدداً ان "الوقت المحدد غير كافٍ لأننا بحاجة الى التحدث مع اخواننا في قيادة الحركة ومع الشيخ ياسين" بعد عودته الى غزة. وكان مصدر في "حماس" اعلن امس ان مكتب عرفات ابلغ الحركة ان اسرائيل وافقت على السماح للشيخ ياسين بالعودة الى غزة اعتباراً من يوم الجمعة المقبل. كذلك قال الناطق باسم الحركة في الخرطوم جمال عيسى لوكالة "فرانس برس" امس ان من المنتظر ان تصدر "السفارة المصرية تأشيرات السفر للشيخ ياسين اليوم الاحد امس"، مشيراً الى انه في حال الحصول على التأشيرات سيغادر الخرطوم اليوم الى القاهرة حيث "يستطيع البقاء المدة التي يرغب بها". وذكر القيادي في حركة "الجهاد الاسلامي" نافذ عزام ان "الحركة ستقاطع المشاورات ولن تشارك في الحكومة الجديدة". واشار الى ان "مسألة التغيير الوزاري باتت ضرورة ملحة بسبب التجاوزات الادارية والمالية في مؤسسات السلطة الفلسطينية". وقال القيادي في "حماس" اسماعيل ابو شنب ان "الحركة ستلبي الدعوة من اجل المشاورات مع عرفات وسيتم الاستماع الى ما يطرحه في شأن تقويمه للمرحلة وللمسيرة السياسية ... كما سنطرح وجهة نظرنا ازاء مختلف القضايا سواء على المستوى السياسي او في ما يخص البيت الداخلي والاجواء المطلوبة من توفير الحريات وتعزيز التعددية والافراج عن المعتقلين لدى السلطة الفلسطينية".