قالت مصادر في المعارضة الفلسطينية ل "الحياة" امس انها تنوي الاجتماع بالرئيس ياسر عرفات فور عودته الى غزة للتدارس معه في سبل مواجهة التعنت الاسرائيلي الذي يتمثل بتنكر حكومة بنيامين نتانياهو لحقوق الشعب الفلسطيني، خصوصاً بعد ان انتهت محادثات واشنطن الى الفشل. وذكرت هذه المصادر انها ستطرح على عرفات عدداً من الاقتراحات لتفعيل هذه المواجهة، ومن بين ذلك عدم استبعاد خيار المقاومة الوطنية الشاملة في ضوء الفشل الذي انتهى اليه الخيار التفاوضي، الى جانب الاسراع بتفعيل الحوار الوطني الفلسطيني، وصولاً الى الاتفاق على استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة الخيارات التي يمكن ان تكون الآن مطروحة امام الشعب الفلسطيني وقوى المعارضة والسلطة على حد سواء. وقالت هذه المصادر انها ستلح على عرفات ايضاً العمل على اعادة تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، بتأكيد الفصل بين مهمات السلطة ودورها ومهمات المنظمة ودورها. وعبرت عن قناعتها بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للوصول الى اقامة نوع من الاطار الوطني الذي تستطيع المعارضة والسلطة من خلاله تطوير مشاركتهما معاً في مواجهة التحدي الذي فرضته حكومة نتانياهو على الجميع. يذكر ان زعيم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين كان دعا بدوره بعد صلاة الجمعة أول من أمس الرئيس الفلسطيني الى اعادة النظر في المفاوضات الجارية والعودة الى ملاذ المقاومة والجهاد لأن اسرائيل لا تفهم سوى لغة السلاح. وعبر عن اعتقاده بأن محادثات واشنطن فشلت بسبب التحيز الاميركي الكامل لاسرائيل، داعياً السلطة الفلسطينية الى تجديد الانتفاضة وخوض حرب مقدسمة لاسترداد الحقوق الفلسطينية. ويتوقع معظم المراقبين في غزة ان يكون موضوع ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني أحد أبرز المهمات التي ستتصدر جدول الاعمال الفلسطيني بعد عودة عرفات من رحلته الى واشنطن، وذلك بينما تتعالى الأصوات داخل المعارضة وأوساط السلطة تعبيراً عن نفاد الصبر الفلسطيني إزاء فشل الطريقة الديبلوماسية في اقناع الحكومة الاسرائيلية بتغيير موقفها.