نيقوسيا - أ ف ب - تفاعلت أزمة تكاد تعكر صفو كأس العالم لكرة القدم في فرنسا، وتتمثل في عدم تسلم عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم يابانيون وبرازيليون وفنزويليون وبلجيكيون وهولنديون، تذاكر لحضور مباريات المونديال اشتروها بواسطة وكالات السفر. في طوكيو، أعلن ناطق باسم وزارة النقل اليابانية أن نحو 23 ألف بطاقة لحضور مباريات المونديال لم تسلم بعد لوكالات السفر اليابانية، أي ما يوازي ثلثي البطاقات التي وعدت بها الوكالات زبائنها وتقاضت ثمنها منهم. وأوضح الناطق أن عدد البطاقات التي كان يفترض أن تتسلمها وكالات السفر اليابانية من مكاتب تنظيم الجولات السياحية هو 33810 تذاكر للمباريات الثلاث التي يخوضها المنتخب الياباني في المونديال وأولها ضد الأرجنتين الأحد في تولوز. وفي باريس، أكدت اللجنة الفرنسية المنظمة للمونديال أنها لا تتحمل أي مسؤولية عن مشكلة بطاقات اليابانيين. وأوضح أحد مسؤوليها برونو ترافاد "أن تسليم البطاقات تم في مركز اللجنة المنظمة في الأسابيع الأخيرة من نيسان أبريل الماضي". وأضاف: "رغم دعواتنا الى الحذر، فإن البعض اشترى تذاكر من وسطاء غير معتمدين". وشدد على أن "مكاتب تنظيم الجولات السياحية الرسمية السبعة عشر تسلمت كامل البطاقات المخصصة لها". أما الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا فأقر بأن ثمة مشكلة وأشار الى أن نظام توزيع آخر سيعتمد في مونديال 2002 الذي تنظمه اليابان وكوريا الجنوبية معاً، وقال الناطق باسمه كيث كوبر: "نحن ندرك أن ثمة مشكلات تتعلق بتوزيع البطاقات. انها مشكلة معقدة بسبب كثرة المتدخلين فيها". ولم يقتصر الأمر على اليابانيين، اذ تبين في اليومين الأخيرين أن ضحايا هذه الظاهرة كثر وأن عشرات الآلاف وقعوا في الشرك ولم يخب أملهم في حضور المونديال فحسب، بل قد لا يسترد بعضهم كذلك الأموال التي دفعوها لقاء شراء التذاكر الوهمية. وفي هولندا، ذكرت الصحف امس أن ما بين 10 و12 ألف هولندي لن يتمكنوا من حضور مباريات منتخبهم بسبب عدم تسلمهم البطاقات التي اشتروها. واشتكت وكالات السفر الهولندية التي باعت زبائنها بطاقات من ان عدم تسلمها اياها وتاليا اخلالها بوعودها سيوقعها في خسائر كبيرة، اذ هي دفعت سلفاً كلفة حجوزات الفنادق والنقليات. وفي بروكسل، أعلنت وكالة "باولز ترافل" للسفر أن آلاف البلجيكيين لن يحصلوا على بطاقاتهم. وأوضح مدير الوكالة، وهي الوحيدة المعتمدة في بلجيكا من اللجنة الفرنسية المنظمة، أن وكالة "غريت بورتلاند انترنتيمنتس" البريطانية غير المعتمدة من اللجنة المنظمة باعت شركات بلجيكية ما بين 15 و20 ألف بطاقة، لكنها لم تسلمها اياها. وقد قررت محكمة لندن العليا في 4 حزيران يونيو الجاري تصفية الوكالة البريطانية ووضعها تحت الحراسة القضائية بعدما جمعت 4،2 مليون جنية استرليني 9،3 ملايين دولار لقاء وعود ببيع 40 ألف بطاقة. وأوضح باولز أن شركات من الدنمارك وجنوب افريقيا وقعت في فخ الوكالة البريطانية نفسها. ولفتت السلطات البريطانية الى أنه من غير المضمون اطلاقا أن يسترد "المخدوعون" أموالهم. وترجمت نقمة ضحايا البطاقات الوهمية تظاهرات في شوارع باريس، اذ عبر نحو ألف مشجع أميركي جنوبي معظمهم برازيليون مساء الأربعاء عن استيائهم في أحد فنادق العاصمة الفرنسية، حيث كتبوا على جدرانه الداخلية عبارات ضد وكالة السفر التي اشتروا منها تذاكر لم يتسلموها. ويقدر عدد البطاقات المماثلة التي باعتها تلك الوكالة نحو 32 ألفا. كذلك، عبر نحو مئة برازيلي عن غضبهم للأسباب ذاتها في فندق آخر من العاصمة الفرنسية الثلثاء الماضي. وفي موازاة ذلك، قدم فنزويليون يقيمون في الفندق ذاته شكوى الى الشرطة الفرنسية لنفس السبب.