فاز منتخب الدنمارك على نظيره السعودي بهدف واحد سجله مارك ريبر في الديقيقة 68 من المباراة التي اقيمت امس في لنس، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من مونديال فرنسا. واعتبر الكثيرون ان نتيجة اللقاء هي التي ستحدد هوية المنتخب صاحب الفرصة الاوفر في بلوغ الدور الثاني من منتخب فرنسا صاحب الضيافة. وهذا يعني ان من واجب المنتخب الاخضر ان يفوز على المنتخب الفرنسي في لقائه الثاني اذا ما اراد البقاء في المسابقة. والمهمة صعبة لكن الكرة لا تعترف بالمستحيل. وفرض الحذر نفسه منذ البداية، ربما لان المجازفة غير مأمونة، وعمد السعوديون الى طريقتهم المحببة وهي استدراج الخصم الى منطقتهم تمهيداً لشن الهجمات الخاطفة ضده. وهكذا بدأت الدنمارك في الاستحواذ على الكرة واحتسبت لها اول ركنية في الدقيقة الرابعة، وقد تابعت تفوقها بدنياً وبذل رباعي خط الوسط السعودي جهداً كبيراً لتنظيف منطقته أولاً بأول. وفي مبادرة سعودية هجومية نادرة، في الدقيقة 11، مرر الظهير الايمن محمد شلية كرة طويلة داخل منطقة الجزاء السعودية فلم يحسن الاستفادة منها. ولم يقع الدنماركيون في الفخ، بل استمروا في الضغط على منافسيهم ابطال آسيا ولم يمكنوهم من تخطي منتصف الملعب الا نادراً. ومع الضغط اضطر السعوديون الى اعتماد مصيدة التسلل اكثر من مرة. ووجه انذار الى فيغهورست 12، وابعد شلية كرة دنماركية خطيرة داخل المنطقة 15، ولم يستغل ساند خطأ للخليوي فسدد فوق العارضة 18. وبقيت الافضلية للدنمارك، وشارك مدافعوها في الهجمات، وسدد شيونبرغ فوق العارضة 30، ويورغنسن بجانبها 33، وابعد الدعيع عرضية لبراين لاودروب فوق العارضة 35، وتصدى بنجاح لانفراد من ريبر 36. وبعد انتظار طويل، حصل الجابر على ركلة حرة على بعد 25 متراً، وقد نفذها سعيد العويران بقوة وحولها الحارس شمايكل الى ركنية باقتدار 42. وكأن هذه اللعبة شدت من ازر المنتخب الاخضر فحصل على ركنية لم تثمر 43 ثم على ركلة حرة لقيت المصير ذاته. وظهر السعودي بمظهر آخر في الشوط الثاني، بعدما امتلك منطقة الوسط مع تراجع سعيد والجابر للمساعدة بالتبادل، ومع ذلك فان النقص العددي في المساحات القريبة من المرمى الدنماركي لم يمكن رجال المدرب كارلوس البرتو بتريرا من شيء. واختلط الحابل بالنابل داخل منطقة الجزاء الدنماركية في الدقيقة 57 لكن الدعيع الواثق من نفسه تصدى لكرة يورغنسن من دون صعوبة. ووجه انذار الى ريبر 60، ووصلت كرة الى الجابر داخل منطقة الجزاء الحمراء لم يستفد منها، ولم يجرب السعوديون حظهم في التسديد، ولم يصب فؤاد انور الكرة وهو على بعد امتار قليلة من شمايكل. ثم افتتح مارك ريبر، قلب دفاع رينجرز العملاق، هدفاً للدنمارك وهو غير مراقب بضربة رأس سهلة اثر تمريرة بالعرض من يورغنسن في الدقيقة 68. وضغط السعوديون للتعويض لكن تمريراتهم غير الدقيقة كانت دائماً صيداً سهلاً للدفاع الدنماركي وخط وسطه، وكان بمقدور الدنمارك ان تتقدم بهدفين لكن الدعيع التقط كرة شيونبرغ القوية من ركلة حرة 77، ثم سدد نيلسن كرة زاحفة خارج القائم السعودية الايمن. وبقيت هجمات السعودية خجولة برغم اشتراك حمزة وعبيد والثنيان، وحاولوا اعتماد الكرات الطويلة داخل المنطقة المواجهة فكان نصيبها الفشل ايضاً لان استعدادات الدنماركيين البدنية اعلى. وللمرة الثانية على التوالي يفتتح المنتخب السعودي مبارياته في المونديال بالخسارة، وقبل اربع سنوات سقط امام هولندا بهدف لاثنين قبل ان يصعد الى الدور الثاني. ومشكلته الان انه سيواجه منتخب الدولة صاحبة الضيافة في مباراته المقبلة.