أدت التجاذبات في ملف تبادل الجثث والمعتقلين في السجون الاسرائيلية بأشلاء جنود اسرائيليين الى تراجع سخونة هذا الملف. وأوضحت مصادر رسمية ان انجاز عملية التبادل في كل الاحوال "سيتم بعد انتهاء الانتخابات البلدية خصوصاً ان التجاذب البلدي ادخلها عنصراً في مواقف الافرقاء". لكنها اكدت ان ما حصل لن يؤثر في انجاز العملية، في الوقت المناسب. وتلقى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري امس اتصالاً من رئيس الحكومة رفيق الحريري اطلعه خلاله على دوافع القرار الذي ابلغه الى الصليب الاحمر الدولي حصر المفاوضات في شأن تبادل الجثث والمعتقلين اللبنانيين لدى اسرائيل بأشلاء جنود لها، بالحكومة اللبنانية. وأكدت اوساط بري "ضرورة مراعاة الاقدمية في عملية اطلاق المعتقلين من السجون الاسرائيلية"، وأوضحت ان "الحكومة تسلمت لائحة من 27 اسماً تشترط حركة "أمل" على اسرائيل اطلاقهم وتسليمهم اليها في مقابل تسليمها فروة رأس جثة جندي اسرائيلي قتل في عملية أنصارية". واعتبرت اوساط الحركة ان "حزب الله" يرمي من التفاوض المباشر مع الصليب الاحمر الدولي توظيف العملية في معركة الانتخابات البلدية في البقاع. وبحث الرئيس الحريري في تطورات عملية التبادل مع معاون الامين العام ل"حزب الله" حسن خليل الذي رفض على الاثر الادلاء بتصريح، وقال ان الموضوع محصور بالحكومة اللبنانية. وكانت "حركة أمل" اعلنت اسماء معتقلين لها في سجن الخيام تطالب بإطلاقهم اضافة الى اسماء المعتقلين الآخرين الذين تم التداول بأسمائهم في الايام القليلة الماضية واشترطت اعتماد مبدأ الاقدمية في اختيار المعتقلين العشرة من السجون الاسرائيلية. والاسماء هي: خنجر شعيب وتيسير شعبان ويحيى رضا محمد عبود وابراهيم أحمد شيت ونجيب محمود ترمس وجودت اسماعيل ومفيد محمود عبود ومحمد حسن هاشم وأحمد حسن صادق وخير حسن عبدالله وخليل حسن هاشم ومحمد السيد علي محمد وزوجته فاطمة عبدالنبي ونايف محمد غيث وعلي محمد عليان وحسين أسعد عقيل وحسن نعيم حريبي ومحمد حسن سطام عبدالله وعباس مصطفى قوصان ومحسن مصطفى قوصان وموسى سليم موسى عطايا ومحمد ترمس وعصام سليم عواضة. وفي المقابل، اكد مصدر في "حزب الله" ان "التفاوض في شأن التبادل مستمر ومتواصل عبر الصليب الاحمر الدولي، اذ تم التفاهم في الايام العشرة الاخيرة على اطلاق 60 معتقلاً بعدما كانت سلطات الاحتلال تصر على اطلاق 30 فقط، وبين المعتقلين 10 من سجون الاحتلال داخل فلسطينالمحتلة". وأوضح المصدر ان "المفاوضات كانت شاقة وعسيرة خصوصاً على الاسماء. ولم يهدف "حزب الله" خلالها الى تحقيق اي مكسب سياسي والا لكان قَبِل بالاسرى الثلاثين ووظف العملية برمتها في الانتخابات البلدية، الا ان حرصه على اطلاق اكبر عدد ممكن من المعتقلين فضلاً عن الشروط التي وضعها والتي يراعي فيها اولويات تتعلق بصحة المعتقل وظروف اعتقاله وطبيعة معاناته كانت من الامور التي اخرت عملية التبادل". وتابع ان "المفاوضات الجارية الآن عبر الصليب الاحمر تدور على الاجراءات الشكلية بعدما اتفق على الامور الجوهرية"، مشيراً الى ان "بعض الجهات السياسية حاول تخريب العملية برمتها عبر الدس الاعلامي المفخخ الذي يثير الفتنة ويعرقل الحل بقصد تحقيق مكاسب سياسية رخيصة على حساب القضية والانسان".