السيد المحرر، المتتبعون لتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، وما يتعلق بالعملية السلمية، والاتفاقات المعقودة مع اسرائيل على المستوى العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً يتساءلون اليوم عن مدى الجدوى من هذه العملية. ولكي نكون عادلين في الحكم على المسؤولين العرب الذين دخلوا هذه العملية، فإننا من الصعب توجيه الاتهام لأحدهم دون الآخر … لكننا نودّ ان نتساءل الآن، ما هي الغاية في عقد اجتماع عربي على مستوى عالٍ لوضع سياسة واستراتيجية جديدة، تجنّب المنطقة العربية كارثة جديدة. ولماذا ترفض الحكومة السورية مشاركة ياسر عرفات في قمة مصغّرة، يحضرها الرئيس عرفات المُنتخب من شعبه؟ هل أخطأ الرئيس عرفات في اعادة القيادة الفلسطينية الى داخل الارض الفلسطينية، وبناء قاعدة سياسية للعمل من اجل انجاز ما تبقى من الاهداف التي يطمح اليها الشعب الفلسطيني؟ وهل وجود ياسر عرفات في بيروت وعمان ودمشق وتونس، كان افضل من وجوده داخل جزء ولو بسيطاً من الأرض الفلسطينية؟ لماذا يجتمع الرئيس السوري الذي نعتبره أحرص الرؤساء على المبادئ القومية للأمة العربية، ونعتبره من الرؤساء الذين أثبتوا من خلال خبرتهم وحنكتهم السياسية من رواد وزعماء هذه الامة مع الرئيس حسني مبارك ويوافقه دائماً الرأي، ويرفض التعامل مع الرئيس عرفات، وهناك كما هو معروف تنسيق كامل بين القيادة المصرية والفلسطينية. لماذا يستقبل الزعماء العرب في الخليج وخاصة السعودية، والامارات العربية والدول المغاربية الرئيس عرفات ويوافقونه الرأي، ويرفض الرئيس حافظ الاسد، التعامل مع القيادة الفلسطينية الشرعية … اصبحنا في وضع لا نُحسد عليه، قامت الباكستان، الدولة التي تعتمد على الهبات المالية العربية، على تفجير قنابل نووية، ونحن العرب نفجّر بعضنا في الجزائر، وبيروت، وعمان وبعض الدول العربية الاخرى. حان الوقت للتعامل مع قضايانا بشكل غير عاطفي ووضع الأولويات بشكل يتناسب مع اهدافنا السياسية الوطنية والتخلي عن الاتهامات غير المبررة. لا أحد يستطيع المزايدة على الآخر، الاجتماع العربي مهم، اذا كانت هناك من افكار جديدة، لكن لا جدوى منه اذا كان الهدف منه توجيه الاتهامات والمزايدة داخل هذه الاجتماعات. فاذا كانت هناك نيّة للعمل العربي الجماعي، فلا بد من اجتماع للقمة؟