مثل "كل عرس له قرص" ينطبق تماماً على مدرب منتخب البرازيل الحالي ماريو زاغالو. فكل مرة تحرز فيها البرازيل المونديال يكون لزاغالو علاقة. وكان ماريو زاغالو جناحاً في المنتخب الذي بهر العالم العام 1958 في مونديال السويد واحرز اللقب للمرة الاولى. وبعد اربعة اعوام دافع زاغالو عن الوان المنتخب البرازيلي الذي تمكن من الاحتفاظ بلقبه في النهائيات التي اقيمت في تشيلي. وعندما قدمت البرازيل في العام 1970 الى العالم احد افضل المنتخبات عبر العصور في نهائيات مونديال المكسيك كانت العصى السحرية في يدّ زاغالو الذي قاد الفريق مدرباً الى اللقب العالمي الثالث ما يعني الاحتفاظ بكأس جول ريميه. وبات زاغالو اول شخص يحرز كأس العالم لاعباً ثم مدرباً علماً ان هذا الامتياز شاركه فيه الالماني فرانتس بيكنباور العام 90 عندما قاد المانيا الى اللقب العالمي بعدما اهداها اللقب لاعباً العام 74. وبعد اربعة اعوام من الانجاز المكسيكي "لعب" زاغالو "بالنار" عندما حاول اعتماد الاسلوب الاوروبي للدفاع عن اللقب في النهائيات التي اقيمت في المانيا الغربية، لكن الفشل لازم الفريق الذي احتل المركز الرابع فدفع زاغالو ثمن "افكاره الثورية". وغاب زاغالو عن المنتخب البرازيلي سنوات طويلة تفرغ خلالها للتدريب في دول الخليج وابرز انجازاته قيادة الامارات الى نهائيات المونديال الايطالي العام 90 قبل ان يقال من منصبه قبل بداية النهائيات. ومع ابتعاده عن منتخب راقصي السامبا ابتعدت البرازيل عن منصات التتويج، وخرجت خالية الوفاض من نهائيات بطولات العالم اعوام 78 في الارجنتين ثالثة و82 في اسبانيا الدور الثاني و86 في المكسيك ربع النهائي وفي ايطاليا 90 الدور الثاني. وعاد زاغالو الى الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي مساعداً لكارلوس البرتو باريرا فحصل توازن في الفريق الذي تمكن من استعادة لقب المونديال الغالي بعد غياب دام 24 عاماً. واثر النهائيات استقال كارلوس البرتو فلم يتردد الاتحاد البرازيلي في تعيين زاغالو خلفاً له. ومنذ تلك الفترة جرب زاغالو الذي يسعى الى الاحتفاظ باللقب العالمي مع توفير قدر عالي من الكرة الهجومية، 118 لاعباً قبل ان يختار لائحة اولية تضم 22 لاعباً. ولا احد يعرف كرة القدم مثل زاغالو وخبرته لا تجارى في بطولات العالم وهو امر يفتخر به علناً، ويلجأ اليه كلما انتقدته الصحافة المحلية. ومع اقتراب انطلاق نهائيات مونديال 98 لم تطمئن البرازيل مشجعيها اذ فازت على المانيا في شتوتغارت من دون البروز في حين خسرت على ارضها امام الارجنتين. وفي حال دعت الحاجة قد ينسى زاغالو فكرة الاستعراض ويركز اكثر على تنظيم صفوف فريقه خوفاً الا ان ينهار حلمه بتحقيق لقب خامس. وسبق لزاغالو ان صرح: "افضل ان يلعب فريقي بشكل سيء شرط ان يفوز لان الفريق في النهاية يحاسب وفقاً لنتائجه. وأنا مثلي مثل غيري احب الفوز". والحقيقة ان الفريق الحالي يضم مواهب فردية هائلة ترعب الفرق الخصمة لكن الفريق الذي بلغ القمة العام 94 كان منظماً اكثر وهذا ما يسعى اليه زاغالو لان الثغرات في الصفوف تثير القلق مهما ارتفعت قدرات اللاعبين الفردية. والاحصاءات تشير ان لاعباً واحداً لا يمكنه احراز اللقب العالمي لوحده بل يحتاج الى فريق متكامل كما كانت الحال مع بيليه 70 وبكنباور 74 ومارادونا 86 وروماريو 94. زاغالو يملك الاسلحة اللازمة لاحراز اللقب الخامس والمراهنة على فشله ضرب من الجنون.