سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل إمام ل "الحياة": حالنا العربي هزلي الى حد البكاء . قبل السلام مع اسرائيل لا بد أن نتصالح مع أنفسنا
نشر في الحياة يوم 06 - 05 - 1998

لم يحتل الفنان عادل إمام مقعد النجم الكوميدي الاول من فراغ وإنما نتيجة جهد بذله طوال 30 عاماً أسعد خلالها جمهوره بعشرات من الأعمال الفنية التي عبر فيها عن احلام الفقراء وهمومهم وآلامهم ومشاكلهم. وكان بمثابة لسان حال الناس "الغلابة"، ولهذا توج زعيماً شعبياً.
لم تقتصر قيمة النجم الشهير على الفن فقط، بل له قيمة سياسية مؤثرة كان قد بدأها في العام 1988 حينما قام بزيارة محافظة اسيوط جنوب مصر معقل التطرف والإرهاب في تلك الفترة وعرض مسرحية "الواد سيد الشغال" وسط كتيبة مدججة بالأسلحة وخوف شعبي من اغتيال هذا النجم، خصوصاً ان المواجهة الارهابية كانت في اشدها مع اجهزة الأمن. ومع ذلك لم يأبه عادل امام بتهديدات هذه الجماعات وعرض مسرحيته وعاد بسلام.
واستمراراً لموقفه المناهض للإرهاب قدم إمام عقب زيارته لأسيوط عدداً من الافلام التي فضحت فكر هذه الجماعات. ومنها فيلما "الارهابي" و"طيور الظلام" ليثبت أن الفن ليس شيئاً مبتذلاً وإنما يخدم المجتمع.
من أجل ذلك ذهبت للجلوس مع عادل إمام للإبحار في عقله والتعرف على همومه ومخاوفه وسماع آرائه في عدد من القضايا السياسية والفنية. وتم تحديد اللقاء في مطعم "بنت السلطان" الذي يقع اسفل منزله في ضاحية المهندسين، وكان النجم الشهير يومها في قمة توهجه الكوميدي الساخر. تحدثنا عن الرئيس صدام حسين والعقيد معمر القذافي، ولم تكن هناك اية خطوط حمراء اثناء حديثه، ولكن بدت آراؤه السياسية انها لا تختلف كثيراً عن توجهات السلطة في مصر، وإن كانت اكثر صراحة ووضوحاً من السياسيين، ومنها رأيه في النموذج الأمثل للقمة العربية، وهل تكون ثلاثية أو خماسية ام سباعية، وجاءت إجابته "اسألوا العقيد معمر القذافي" وانفجرنا ضاحكين. وأكمل حديثه مذكراً بالجلسة التي بثتها إحدى القنوات الفضائية لإحدى القمم العربية وما بها من خلافات وشتائم، واعتبر إمام ان "هذا شيء لا يليق".
جهاز الكاسيت الذي حملته معي لم يغلق الا مرات قليلة - خلال ساعتين - وكان ذلك بسبب اقتحام جمهور عادل امام المكان لالتقاط الصور معه او لتحيته. وكان من بين المعجبين اسرة من عرب 1948، يزيد عددهم على 8 أفراد، أما غير ذلك فالحديث كان مليئاً بالود والصراحة والسخرية. والضحك، وهنا نصه:
أحدث مسرحياتك التي ستقدمها الموسم الشتوي المقبل وعنوانها "بودي غارد"، من اين جئت بالفكرة؟
- في مرة شاهدت "موكباً" كبيراً يضم سيارات ومجموعة من البودي غارد والحراس... افتكرت أنهم تبع رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية. ولكن اتضح انها راقصة! فقلت نشوف الحكاية دي.
يبدو أنك مصر على تقديم مسرح سياسي؟
- كل حاجة سياسة. والله الناس لا تحب السياسة، ولازم نقدم لهم السياسة ببساطة، لأن الناس زهقت. كل حاجة سياسة: تفتح "الجورنال" سياسة، وتلفزيون سياسة.. ولو ذهبت الى المقهى فيه ناس تقعد تفتي - احنا العرب نفتي كسياسيين - ويقولوا إزاي رئيس الحكومة لا يعمل كذا وكذا وكأن المسألة غايبة عن ناس كثير.
عقد مؤخراً في القاهرة مؤتمر حول "العولمة"، احيانا تحس ان الكلام جاد جدا، واحيانا اخرى تحس انه هزل.. كيف ترى العولمة عربياً؟
- حالنا العربي هزلي الى حد البكاء، يعني حاجة تهلك من الضحك.. وليس العولمة او العولوه.. يضحك العالم العربي فيه نظريات كثيرة مثل الشرق اوسطية والعولمة.. وعلى بال الواحد يعي هذه الاسماء دي تلاقيها اختفت وبعدين تظهر حاجة ثانية. فالعولمة تختفي، وخايف تظهر حاجة زي المشرمة والمخرمة والمزرعة. أنا خايف أن المرادفات تكثر والواحد يسيب بيته وأكل عيشه ونبحث عن العولمات والشكلمات... والعالم في النهاية يسبقه.
ما الذي يخيفك؟
- انا خايف من سيطرة رجال الاعمال، خصوصاً ان فيه رجال اعمال ظهروا، فجأة والظاهر ان عندهم فلوس كتيرة.. وليس لهم تاريخ.
ودخلوا مجالات كثيرة مثل السينما والمسرح؟
- هذا شيء كويس.. اعتقد ان مؤسسة زي مؤسسة فورد لها مؤسسات ثقافية لخدمة النظرية الرأسمالية نفسها وتعميقها ودفاعا عن الفكر الرأسمالي ايام ما كان موجوداً ما يسمى بالشيوعية والدول الاشتراكية، اتمنى ان يهتم رجال الاعمال بالفقراء الظاهر إن رجال الاعمال واخدين من الحكومة الفلوس وسايبين الفقراء للحكومة يضحك. هذا فضلاً عن ان القاهرة عندما تراها تكتشف انها "متحزمة" بالعشوائيات. مرة كنت انا والاستاذ محمد حسنين هيكل في ضيافة الدكتور ميلاد حنا في الإفطار الرمضاني السنوي الذي يقيمه وسألني: ما هواجسك يا عادل؟ قلت له: انا خائف من العشوائيات، ولذلك اناقشها في افلامي. وفجأة قام الدكتور ميلاد حنا وأحضر خريطة، وقال لي: انظر، هذه هي القاهرة متحزمة "محاطة" بعشوائيات.. وفي لحظة ممكن هؤلاء لم يكمل، هؤلاء لا احد يقف امامهم. وانا خايف، أصل هم قريبين من منزلي ضحك اي نعم انا "بستأنس" بهم في افلامي، لكن خائف ان تكون الرسالة لم تصلهم ضحك.
الرسالة تعني حب الفقراء؟.
- طبعاً.. الفقراء لازم ناخذ بالنا منهم. اولاً من هو رجل الاعمال؟ رجل الاعمال يجب ان يكون في خدمة المجتمع وليس في خدمة نفسه. وبعدين رجال الاعمال والاغنياء فلوسهم تأتي من الفقراء. الفقراء هم السوق لأي شغل. وأنا دائماً منحاز للفقراء. نعم عندي سيارة مرسيدس واولادي في الجامعة الاميركية. انما منحاز دائما للفقراء، فأنا كنت فقيراً، وما زلت اعتبر نفسي فقيراً لأن الفلوس لا تهمني اطلاقاً. انا عندي اقول جملة جميلة على المسرح والناس تستقبلها تسعدني سنوات.
ما آخر حدث سياسي أثار سخريتك؟
- الخلافات العربية نوع من السخرية المريرة. انا لا أرى بلداً عربياً في حسن جوار مع بلاد عربية اخرى، حتى في الجيران: فنجد مصر عندها مشاكل مع السودان، وقطر عندها مشاكل مع البحرين، والعراق احتلت الكويت، والاردن "مصالحة كويس قوي" مع اسرائيل يضحك.. هذه حاجات تهلك من الضحك. اعتقد انه قبل ان نسالم ونتصالح مع اسرائيل لابد ان نتصالح مع انفسنا.
كوننا نتحدث في السياسة، هل انت مع ليبيا في موضوع لوكربي، لأن فيه ظلماً على شعب؟
- انا مصري قومي عربي أحب مصريتي وأحب عروبتي، ولكن لا احب غباءاتي كمواطن عربي وكدولة عربية. الامة العربية عندها امكانات كبيرة من موارد استراتيجية وبترول وقوة بشرية وارض زراعية وخصوصاً في السودان. وعندنا علماء وفنيون في مصر، والى الآن مش عارفين نتخاطب مع بعض، وليس لكي نأخذ قراراً. ارجوك قول لي كيف نتخاطب مع بعض؟ فلغة الخطاب اساساً اصبحت غير موجودة فما بالك بالخطوات اللي ممكن نعملها؟ وفي النهاية انا فخور بعروبتي لأنني عندما اذهب الى اي بلد عربي استقبل استقبالاً جيداً وعظيماً جداً. وهذا يمنحني قوة جميلة جداً وأبقى فخوراً جداً ... أحد المواطنين الكويتيين كان عضواً في مجلس الامة كان له اتجاه ديني - وأنا آسف لكلمة اتجاه ديني، لأنه لا يوجد شيء اسمه اتجاه ديني، كلنا دينيون، كلنا مسلمون ومسيحيون - هاجم مسرحية "الزعيم" واتهمها بأنها ضد شعوب الخليج وضد وضد.. الخ. الحقيقة انا لم اكن انوي الذهاب بالمسرحية، فسافرت الى الكويت واستقبلت استقبالاً عظيماً جداً من اهل هذا الرجل ومن الشعب ولحسن الحظ انه كانت في ذلك الوقت مناقشات تجرى في المجلس الكويتي البرلمان حول منع الغناء في المحلات والاماكن العامة، مثل الفنادق. ولحسن الحظ انا كنت موجوداً عندما رُفض هذا القانون، وأنا خفت لأنهم يريدون ان يحرموا شعباً من الغناء. هذا شيء فظيع ان تحرم شعباً ان يغني. هذه بداية النهاية.. بداية السواد.
هل فكرت أن تذهب للعراق؟
- والله فكرت..
وهل فكرت في عرض "الزعيم" هناك؟
- انت إيه رأيك؟ اروح على مسؤوليتك ضحك. اعتقد ان القاهرة هي عاصمة الحريات حالياً في وطننا العربي. اي نعم لا يوجد نظام ديموقراطي بالمعنى الاوروبي ألا وهو وجود حزبين او اكثر. يعني لا توجد ديموقراطية على النمط الاوروبي، ولكن هناك حرية تعبير عن الرأي. إنما كديموقراطية بالمعنى الاوروبي لا اعتقد، لأن الديموقراطية نظام اجتماعي ولا تمنح من حاكم لأنه لابد من ممارستها ولابد ان تكون انت ايضاً كمواطن رجلاً ديموقراطياً ومعتاداً على الديموقراطية. طبعاً هناك عوائق وعقبات، منها الناس الذين بيضربوا الرصاص في الشوارع والناس الذين يتخذون الدين للوصول لأهداف سياسية. فهذا طبعاً مشكلة في حد ذاتها تعوق الديموقراطية في بلدنا. ولكن اعتقد ان القاهرة الآن هي عاصمة الحريات في الوطن العربي او عاصمة الرأي الحر.
هل تهديدك ما زال قائماً؟
- والله انا عمري ما تلقيت تهديدات. انا لو تلقيت انبسط.. لأنه مافيش حد عايز يموت الثاني يقول له يوم الاربعاء، مثلاً. فده يخوف اكثر ضحك.
ما اسباب انحسار مناهضة الارهاب في افلامك؟
- نتيجة لانحسارها في البلد.. وانا ازعم انني كنت احد العوامل التي ساعدت على انحسار هذه الموجة من خلال افلامي، وتجربة اسيوط ايضاً.
تحملت اخطاراً كثيرة؟
- انت لا تتخيل شعورك وأنت راكب سيارتك ومع اسرتك وفي يوم عيد او غيره ومتصور ان فيه حد في لحظة ممكن يطلق عليك الرصاص.
أي البلاد العربية اقرب الى قلبك؟
- انا لا استطيع أن اقول ان هناك بلداً استقبلني اكثر من بلد آخر. ولكن كنت المرة الاولى التي اذهب فيها الى المغرب... الحقيقة انا احمل شجناً بالنسبة لرحلتي للمغرب، ودموعي نزلت وأنا أتلقى التحية اول دخولي على مسرح الملك محمد الخامس، او في الاستاد الرياضي الذي يسع 7 آلاف متفرج في كزابلانكا.
انت فيك شبه من الدكتور اسامة الباز؟
- الدكتور الباز صديقي وهو بلدياتي وفيه اعجاب متبادل بيننا. هو والده كان شيخاً ازهرياً وهو من محافظتي الدقهلية ومثقفاً ثقافة اسلامية. وهذا يبيّن لك ان اساس الرجل المثقف لازم يكون مثقفاً ثقافة اسلامية عربية بالدرجة الاولى، وبعد ذلك يتثقف حضارياً وحضارية بالمعنى المتحضر. وهذا يبيّن لك قيمة الازهر وعلمائه "..." الازهر تاريخه جميل جداً من الناحية السياسية ومن الناحية العلمية. من الناحية السياسية برز منه خريجون مثل احمد عرابي. كان رجلاً عسكرياً. وكان اساس اللبنة الاولى في وضع الاساس الديموقراطي في مصر، كما اعتقد. وممكن ترجع لكتابات كثيرة منها "عرابي زعيم الفلاحين" انه - عرابي - كان خريج ازهر وكان عسكرياً. فالجيش ايضاً في مصر له علاقة بالديموقراطية وله علاقة بالحكم. اساساً علماء الازهر كانوا يحرضون الناس على الثورات دائما من اول نابليون حتى الانكليز.
ما أحدث قراءاتك الآن؟
- اقرأ كتاباً عن الالحاد في الغرب للدكتور رمسيس عوض، العنوان شدني، وعندما تقرأ تاريخ الالحاد يتضح ان للنظرية الذرية عندما تحدث عنها اليونانيون القدامى، لم يكن قصدهم علماً بقصد اثباتهم عدم وجود الرب.
من حالياً من السياسيين المصريين يعجبك؟
- الرئيس حسني مبارك. اريد ان اقول إن الشعب المصري شعب جميل وفاهم وواعٍ جداً. جاء الرئيس جمال عبدالناصر وجاء السادات وجاء الرئيس حسني مبارك، فالشعب المصري هو الشعب المصري. وثورة "تموز" يوليو، انا اعتقد انها ما زالت موجودة، والبعض يقول إنها تلاشت وليس لها نتيجة لأنها اتجهت يميناً. ثورة يوليو سواء اتجهت يميناً او يساراً. موجودة وكوادر ثورة يوليو هي التي تحكم الى الآن "..." الشعب المصري لو رفض شيئاً ستجده ثاني يوم في الشارع رافض ده. فأنا اعتقد ان الشعب المصري هو سياسي بالدرجة الاولى بدون اعلانات وهو المحرك وهو المؤثر ولا قرار يتخذ في مصر الا لما يكون راضياً عنه رجل الشاعر. انا اعتقد ذلك "...".
يعجبني من السياسيين ايضا الدكتور الباز وجمال عبدالناصر والسادات. اريد ان اقول ومع الاسف ان الشعب المصري اكثر عظمة من مثقفينا. لماذا؟ لأنه لم يهاجم جمال عبدالناصر ولم يهاجم السادات.. مثقفونا فور وفاة حاكم يقومون "شاتمينه" كما الفراعنة. فحينما مات جمال عبدالناصر وجاء السادات شتموا عبد لناصر لصالح السادات، وحدث ذلك عندما مات السادات شتموا السادات وتصوروا أن هذا لصالح حسني مبارك. وطبعا هذا خطأ.
امتداداً لكلامك هذا، الهجوم موجود ايضا في الوسط الفني؟
- ذات يوم كنت اشاهد تلفزيون المستقبل، وكانت الفنانة مريم فخرالدين ضيفة عليه، وجدتها تتحدث بطريقة لم تعجبني عن السيدة فاتن حمامة، وانها غير معجبة ان يطلق عليها لقب سيدة الشاشة العربية. انا خفت تشتم ناس تانيه، فاتصلت بصديق لي في لبنان وطلبت منه ان يتصلوا بالتلفزيون. فعلاً اتصلوا بي، وطبعا شكرت السيدة مريم فخرالدين لما لها من تاريخ طويل في السينما المصرية، وقلت لها انا لي تعليق على كلمة سيدة الشاشة العربية التي لا تعجبك: هي فعلا سيدة الشاشة - لأن هذا لقب اطلقه النقاد بتصريح من الجمهور والشعب. وكانت هناك رموز وكان يطلق عليهم ألقاب مثل عميد الادب العربي طه حسين ومثل عميد المسرح يوسف وهبي. فهؤلاء كان لهم اسماء لأنهم رموز وطنية وسياسية. وعزيز المصري كانوا يطلقون عليه لقب ابو الثورة المصرية، ولماذا نشتم رموزنا؟ احنا عندنا كام فاتن حمامه؟ "..." طبعاً فيه حكومات كثيرة سعودية وسورية وو... إنما توجد حكومة واحدة هي حكومة الفن في العالم العربي: دريد لحام وصباح فخري في سورية وطلال المداح في السعودية، وفلان الفلاني في مصر، ولطفي بوشناق في تونس، وكذلك الأدباء والفنانون هؤلاء يشكلون هيئة المجتمع العربي ووجدانه. السياسيون بيختلفوا. انما الفنانون والفن واقع لا مفر منه، لأنه مؤثر في وجدان المواطن العربي. انا اعتقد ان يونس شلبي مؤثر في الشارع الكويتي والشارع الليبي، وكذلك احمد بدير وكذلك اي فنان لامع في اي بلد عربي فهو قادر على التأثير في وجدان الشعوب.
انت ايضاً تهاجم من دون اسباب؟
- انا لا احب ان ارد على اي شخص يشتم، فدع من يشتم يشتم، فعبدالناصر شتم وهوجم ونجيب الريحاني شتم وهوجم. فأنا فخور انني مثل هؤلاء "..." انا اعاقب من يشتمونني بعدم الرد "..." أرى ان المتاجرة بالكلمة هي اشد خطورة من المتاجرة بالمخدرات "..." أن تتاجر بعمود في صحيفة وتعتقد ان هذا العمود الصحافي ملك خاص فهذا اشد خطورة من المخدرات، وانك تلعب لعبة الحرية وتعتقد ان الحرية هي ملك خاص من خلال عمودك- مع الاسف جميع صحافتنا العربية - فهذا خطر.
اثناء وجودك في لبنان قمت بزيارة "قانا"، ماذا عن شعورك؟
- كانت رحلة اعتبرتها تاريخية. فلم اكن اتصور هذه البشاعة. شيء فظيع.
ما تقييمك كمواطن عربي للسلام؟
- انا لست محمد حسنين هيكل. السلام لن يكون سلاماً الا فيما يرضي كل الاطراف، واعتقد ان هذا سيأخذ وقتاً. انا كل "شويه"، أفاجأ بأشياء غريبة. فعندما تقرأ في الصحف، سواء هذا كان حقيقياً او غير حقيقي، ان الذين قتلوا محيي الدين الشريف هي "حماس" نفسها وهذا ما تقوله السلطة الفلسطينية، هل انت تضللني كمواطن عربي، ام هذه هي الحقيقة؟ في كلا الامرين مأساة، قل لي كيف اتصرف كمواطن عربي؟
كيف تعاملت مع ظاهرة الفضائيات، وهل خفت منها؟
- لا بالعكس، انا فلاح وتربيتي دينية وأرى انها - أي الفضائيات - تقدم برامج مفيدة مثل برامج عماد الدين اديب او الدكتور عبدالمنعم سعيد. الفضائيات ليست "عري" فقط. واولادي يشاهدون الفضائيات ويحرصون على الصلاة. وأمهم حريصة على ان تكون وراءهم في هذه المسائل، انا سعيد بالفضائيات. فبالنسبة لفني تساعد على انتشاره، خصوصاً انني ازعم ان عندي بضاعة جيدة لأنني اقدم فناً جيداً وفناً محترماً، والفضائيات تتسابق على عرض أفلامي، وانا فخور بذلك.
كونكم الرقم واحد، هل تشعر بمسؤولية؟
- ان تبقى ناجحاً باستمرار هذه مشكلة. فالمطلوب ان تكون ناجحاً ورغم ان هذا لم يحدث مع احد، حتى مارلون براندو ولا حتى شارلي شابلن. وانا حالياً ناجح وبتشتم، فما بالك لو فيه فيلم لم يحقق النجاح المطلوب!.
ما جديدك على الصعيد السينمائي؟
- فيلمان "بخيت وعديلة 3" و "الواد محروس بتاع الوزير"، وتدور احداث فيلم "الواد محروس" حول حرس الوزير الذي يقلده في كل شيء، حتى في زواجه.
اما "بخيت وعديله". فبعد ان وصلا الى مجلس الشعب كان عندهما "قضية آداب" وبالتالي تم اسقاط الحصانة عنهما فيقرران السفر الى اميركا. وتحدث لهما مفارقات كوميدية، منها انهما سارا في تظاهرة من اجل الاحساس بأنهم اميركان واكتشفوا انها تظاهرة شذوذ ضحك.
هل سيتم التصوير في اميركا؟
- نعم.. انا عندي مزاج احدث تمثال الحرية في قلب الميدان، مش عارف حقول ايه.. زي ما تخاطبت مع الرئيس جمال عبدالناصر في مسلسل "دموع في عيون وقحة" قلت لهم عايز اقابل الرئيس جمال عبدالناصر في احداث المسلسل، فقالوا: لي الولد ده - الذي كنت أجسد دوره لم يقابل عبدالناصر- قلت لهم: طيب ضعوا صورته على الحائط، وطلع الكلام وكان ارتجالياً.
هل هناك عودة قريبة للتلفزيون؟
- ليست عودة. المهم انا اريد ان امثل وانا مرتاح. هناك عوائق وعقبات كثيرة، منها الرقابة. لما اعمل فيلما تلاقي الرقابة في حالة استنفار وكأني حاطط الغام "..." فيه بعض الناس حاولوا أن يوقفوا عرض فيلم "بخيت وعديلة 2" وقدموا طلب احاطة في مجلس الشعب علشان يوقفوه، لولا تدخل الرئيس حسني مبارك شخصياً.
ولكن المعروف ان الرقابة لم تمنع لك فيلماً ولم تحذف مشهداً؟
- هناك مسائل كثيرة غير الرقابة معوقة. هناك رجل، وله لحية، كل هدفه اقامة الدعاوى لوقف الافلام. انا مقام ضدي 40 دعوى .. يا اخي نفسي اعزف على القيثارة من دون ان يمسك يدي احد.
كيف تنظر لأميركا خصوصاً بعد حملة الاقباط ضد مصر؟
- مثل ما يوجد متطرفون هنا يوجد ايضا هناك متطرفون، وإن كنت اعتقد ان الموجودين في الخارج ليسوا متطرفين بل هم بيلعبوا لعبة قذرة، خصوصاً انني لا اعتقد ان مجتمعاً مضطهداً يطلع منه بطرس غالي وسلامة موسى ولويس عوض وسناء جميل وجورج ابيض وجورج سيدهم وفنانون وادباء ومثقفون ورجال الاعمال. لا اعتقد ان مجتمعاً مضطهداً يخرج منه مثل هؤلاء انها لعبة قذرة.
من وراءها؟
- لا اعرف.. صديقي، لا يجب ان نعلق كل شيء على شماعة اسرائيل، ارجوك انا "زهقت" من كل غلط عندنا نعلقه على شماعة اسرائيل، ارجوك لازم نحترم انفسنا كأمة.
هل انت متفائل بمستقبل السينما؟
- انا قلق. انت تعرف السينما العربية تاريخها طويل وعظيم ومؤثر، وبالتالي شايف كده ناس ضدها مش عارف ليه من داخلها وخارجها، ولهذا انا خائف عليها "..." السينما المصرية ازعم انها من اسباب الوحدة العربية، وهي احد مفردات امتنا. ورغم ذلك هناك ناس يهمها سقوط السينما المصرية، لأنهم ضد الجمال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.