} السيد المحرر تحية طيبة وبعد، قرأت لك يوم 11/5/98 في "عيون وآذان" معلومة تنشرها للمرة الاولى، عن قصيدة "راشيل واخواتها" للشاعر الكبير المرحوم نزار قباني، واعتراضك على كلمة "رأس الحسين" في بيت يقول "ويدوسون على رأس الحسين" وقلتَ انت "لنزار ان رأس الحسين هذه قوية، فللإمام الحسين مكانته العالية عند المسلمين جميعاً، خصوصاً الشيعة. وردّ انه يعرف هذا ويريد استثارة الناس، الا انني نصحته بتغيير الكلمة". ثم نشرت "الحياة" الخميس 7/5/98 رسالة "هزّاع بن عيد الشمّري" يصحح معلومات يدّعي انها مغلوطة وردت في مقال احمد عثمان. وعلى رغم ان المقال المذكور لم يكن يتحدث عن ثورة الحسين او تاريخ يزيد بن معاوية، استغل صاحب الرسالة فقرات فيه وراح يصحح تاريخ المسلمين كما يحلو له. فهو يقول: "ثارَ الحسين بن علي رضي الله عنهما على يزيد رحمه الله. فحينما منعه الجيش الاموي العراقي من دخول العراق وخصوصاً مدينة الكوفة قاتلهم رضي الله عنه فقتلوه" الى ان يقول: "ولم يقاتل يزيد احداً غيره من ابناء علي بن ابي طالب بل كان متودداً لهم مواصلاً حق القربى منهم". وعن وقعة الحرّة يقول: "فكانت وقعة الحرة التي بالغ بتهويلها بعض المؤرخين المعادين للأمويين فكبّروا المقتلة وهتك المحرمات ونهب الاموال مع ان ذلك لم يتم". من البديهي ان المرء اياً كان ليستغرب عندما يقع نظره على مثل هذا الكلام. واقول ان يزيد بن معاوية لا يستحق الرحمة، ولا يجوز الترحّم عليه عند ذكره. فهو قاتل الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.حكم يزيد المسلمين ثلاث سنوات. في واحدة قتل الحسين. وفي ثانية استباح المدينةالمنورة ومسجد رسول الله، وقتل كبار الصحابة والمسلمين. وفي ثالثة قصف الكعبة المشرفة بالمنجنيق. وليس هذا من وضع المؤرخين المعادين للأمويين كما يدّعي "الشمّري". بل هذا ما أجمع عليه المؤرخون كلهم. اما قوله بأن يزيد لم يقاتل احداً غير الحسين من ابناء علي بن ابي طالب، وانه "كان متودداً لهم مواصلاً حق القربى منهم". فهو قول عجيب، لم يقله احد من قبل. فيزيد قتل سبعة من ابنائه وهم الحسين، العباس، جعفر، عبدالله، عثمان، محمد، ابو بكر وقتل ايضاً اولاد الحسين بن علي بن ابي طالب، واولاد الحسن بن علي بن ابي طالب، واولاد عبدالله بن جعفر بن ابي طالب، واولاد عقيل بن ابي طالب، اي نحو عشرين رجلاً من آل ابي طالب. فعن اي تودد وحق قربى يتحدث؟