السيد المحرر بعد التحية، بين فترة وأخرى يكتب نزار آغري في "الحياة" عن الشأن الكردي، وبنظرة احادية الجانب يقحم اسم المرحوم البارزاني مصطفى في مقالاته، صاباً جام غضبه عليه عن سابق تصميم، كأن المرحوم هو شغله الشاغل، والانتقاص من مكانته همه الوحيد. نشر الكاتب في "الحياة" عدد 12831 بتاريخ 21 نيسان ابريل 1998 تحت عنوان "الاكراد والعقل الجمعي... عبادة أوهام". وما يشبع لي بالرد، كوني مواطناً كردياً مستقلاً حالياً، شاركت في الحركة التحررية الكردية منذ اكثر من ثلاثة عقود، وعايشت تجربة كردستان العراق. لا ندري، هل يريد السيد الكاتب ان تختلف عاطفة الاكراد أو عقلهم الجمعي عن عقول بقية الشعوب، وما هو العيب لو افتخر الكرد بقادتهم، او اذا اجتمعت كلمتهم وراء قائد واحد، أو ان وضعوا نقاطاً يصبح تجاوزها من المحرمات، كالاقتتال الداخلي مثلاً، أليس ذلك أصلح لهم من التشرذم والاقتتال. العقل الجمعي للجماهير لا ينقاد وراء صورة القائد او لونه، بقدر ما ينقاد وراء مبادئ القائد ووراء الشعارات التي يرفعها، وبالتالي يؤمن هذا العقل الجمعي بالصفات الحميدة للزعيم وبأعماله الجليلة، ويستمر هذا الايمان طالما سار القائد في طريق الصواب. وذاكرة الشعوب في المحصلة النهائية هي التي تميز الصالح من الطالح والخطأ والصواب.