شهدت الجلسة الختامية لندوة الحوار العربي - الكردي في القاهرة امس جدلاً حاداً حول مسألة الفيديرالية التي يسعى اكراد العراق اليها كحل لأزمتهم مع نظام الحكم في بغداد. وكان البيان الختامي للندوة، الذي قرأه السيد احمد حمروش رئيس اللجنة المصرية للتضامن، اشار الى أن "الجانب الكردي يرى أن حل القضية الكردية في العراق يقوم على اساس الديموقراطية والتعددية والفيديرالية وحقوق الانسان بما يعزز الوحدة الوطنية في إطار الدولة العراقية". وأبدى علي الكليدار المحسوب على التيار القومي العربي المعارض في العراق تحفظه، وقال بحدة: "كل فصائل المعارضة العراقية يجمع على ضرورة تأجيل الحديث في موضوع الفيديرالية الى أن يتم تغيير النظام في بغداد". ورأى أن "قضية اكراد العراق شأن داخلي عراقي، واتخاذ اي قرار في شأن الفيديرالية يجب أن يتم عبر استفتاء يشارك فيه جميع العراقيين باشراف نظام حكم ديموقراطي". وعقب السيد جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني قائلاً: "إذا كان القوميون العرب يصادرون الآن حقنا في التعبير عن آمالنا فما الذي سيفعلونه بنا إذا تولوا الحكم لا قدر الله". وأوضح أن "المؤتمر الوطني العراقي الموحد" وافق على الفيديرالية في مؤتمر صلاح الدين الذي عقد في عام 1992. وأيد السيد سامي عبدالرحمن عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني ما قاله طالباني في هذا الشأن، وأضاف أن مؤتمر صلاح الدين "لم تعقبه مع الأسف تطورات تؤدي إلى عراق فيديرالي". وزاد: "لم نأتِ الى هنا لنتنازل عن قرار برلماننا الذي يرى أن حل قضيتنا هو الفيديرالية". وأكد البيان الختامي أهمية "الوقوف الى جانب نضال الشعب الكردي من اجل حقوقه القومية" مشيراً الى أن المشاركين في الندوة "يعتبرون التوجه نحو الديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الانسان سبيلا لدعم الوحدة الوطنية العراقية في اطار دولة العراق". وشدد البيان على تأييد كل الجهود الدولية والشعبية الهادفة الى رفع المعاناة عن الشعب العراقي بعربه واكراده. واشار الى ان المشاركين في الحوار كلفوا اللجنة المصرية للتضامن تشكيل لجنة دائمة للحوار العربي - الكردي بالتشاور مع الاطراف الكردية لمتابعة ما ورد من توصيات، والسعي الى عقد لقاءات منتظمة أكثر شمولاً لتعميق هذا الحوار وتوسيع دائرته بمشاركة مزيد من الاطراف العربية والكردية. ودعا البيان اللجنة المصرية للتضامن الى ان تبذل جهوداً لعقد اللقاء المقبل قبل نهاية السنة في مكان يتفق عليه بين الأطراف المعنية. يذكر أن جلسات الندوة التي استمرت يومين خلت تقريباً من المداخلات العربية، مما دفع مراقبين الى وصفها بأنها "ندوة لتسويق فكرة الفيديرالية عربياً وليست للحوار العربي - الكردي". الى ذلك اكد طالباني ان الحوار الكردي - الكردي مستمر داخل المناطق الكردية في العراق، وحقق تقدماً. وأعرب عن امله بأن يسفر عن تحقيق "المصالحة الوطنية الشاملة". جاء هذا في تصريح ادلى به طالباني على هامش الندوة، رداً على سؤال عما تردد عن وجود حوار كردي - كردي بوساطة مصرية. ونفى ما تردد عن حوار بين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بوساطة مصرية. ولفت الى ان الندوة شهدت حواراً كردياً - كردياً، وان مواقف الوفدين الكرديين كانت متطابقة. وشدد على ضرورة تمتين الوحدة الوطنية العراقية.