جدّد البيت الابيض امس حملته على زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب نيوت غينغريتش لتصريحاته الاخيرة في اسرائيل، خصوصاً لجهة اتهامه وزيرة الخارجية مدلين اولبرايت بالانحياز الى الجانب الفلسطيني وحضه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على عدم القبول بالمقترحات الاميركية واثارته مشكلات بتصريحاته المتعلقة بالقدس تفاصيل اخرى ص 3. ولليوم الثاني على التوالي قال الناطق مايكل ماكوري ان غينغريتش يشكك بولاء الوزيرة اولبرايت ولا يساعد في تصريحاته عملية السلام بالتحدث بطريقة استفزازية منحازة الى طرف ضد الطرف الآخر، ووصف تصريحات غينغريتش الاخيرة بأنها غير لائقة. وقال مسؤول في البيت الابيض ان ما يسعى اليه الرئيس كلينتون هو العمل مع نتانياهو لتحقيق امر هما متفقان عليه، وهو ضمان امن اسرائيل وتسريع مفاوضات المرحلة النهائية. واضاف: "برأينا ان غينغريتش مخطئ عندما يقول ان المسألتين تتعارضان مع بعضهما البعض، ونعتقد ان الجانبين في حاجة الى تحقيق تقدم في عملية السلام". ورد المسؤول على كلام غينغريتش الذي قاله امس ومفاده انه يسعى بتصريحاته الى مساعدة عملية السلام بقوله: "اذا كان ذلك صحيحاً فهذا يعني ان امام غينغريتش شوطاً طويلاً لكي يتعلم الديبلوماسية". واوضح المسؤول ان ما يقلق الادارة هو ان نوايا زعيم الغالبية لا تهدف بالضرورة الى دفع عملية السلام الى امام وانما الى خلق انقسام داخلي بين الجمهوريين والديموقراطيين لاستغلاله في وقت لاحق من العام الجاري خلال الانتخابات التشريعية المقبلة وربما ابعد من ذلك تحضيراً للمعركة الرئاسية المقبلة. من جهة اخرى، ذكر مصدر فلسطيني ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء التقى سراً رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية الاسبوع الحالي لمناقشة اقتراح اميركي بضم مرحلتي اعادة الانتشار الثانية والثالثة لتشمل 15 في المئة من الضفة الغربية، الأمر الذي نفاه قريع ورفض نتانياهو نفيه او تأكيده. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مرافقين لنتانياهو في رحلته الى الصين تأكيدهم ان اجتماعاً كهذا عقد بالفعل ليل الاحد الماضي قبل ساعات من مغادرة نتانياهو اسرائيل الى الصين. واضافت نقلا عن المرافقين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي عقد جلسات عدة خلال تلك الليلة مع مجلسه المصغر امتدت حتى الفجر لم يجد الوقت الكافي لاعلام اعضاء الحكومة باجتماع كهذا، وهو تبرير رأى فيه مراقبون محاولة لاستدراك اي رد فعل من جانب اعضاء الائتلاف الحكومي، خصوصا بعد اتهامات رددها وزير البنى التحتية ارييل شارون في الاسابيع الاخيرة حول سعي نتانياهو الى ابقاء حكومته في الظلام في ما يتعلق بالمفاوضات الجارية بشأن اعادة الانتشار من الضفة الغربية. ورفض نتانياهو تأكيد او نفي عقد اجتماع مع قريع عندما سأله صحافيون اسرائيليون مرافقون له عن ذلك، بينما رفض مستشاره الاعلامي في القدس ديفيد بار ايلان التعقيب على الخبر. واصر نتانياهو على انه لم يوافق على اقتراح انسحاب من 15 في المئة من الضفة الغربية على ثلاث مراحل لينهي بذلك اعادة الانتشار الثانية والثالثة كما نقلت ذلك الصحف الاسرائيلية في الايام الاخيرة. وقال "ابو علاء" من جهته: "النبأ غير صحيح ولم يعقد اجتماع كهذا مع نتانياهو وكل ما سمعتموه مجرد اختلاقات".