أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس أن اسرائيل "لن تعود أبداً" الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967، فيما توجه الرئيس ياسر عرفات في شكل مفاجئ الى السعودية. واستقبل الرئيس السوري حافظ الأسد أمس زعيم حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين. وتناولت المحادثات سبل توثيق العلاقة بين الجانبين بهدف "ايجاد جبهة فلسطينية - عربية - اسلامية" قادرة على مواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة. واحتفلت اسرائيل بسقوط القدسالشرقية في ايديها خلال حرب 1967، باقامة مسيرات وعروض عسكرية في شوارع المدينة المؤدية الى البلدة القديمة، وذلك بحضور أربعين من أعضاء الكونغرس ورئيس مجلس النواب الاميركي نيوت غينغريتش، فيما احتشدت مئات من الفلسطينيين في ساحات حرم المسجد الأقصى لمنع متطرفين يهود من دخول ساحاته، فاشتبك هؤلاء مع فلسطينيين امام "بيت الشرق"، المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير في القدسالشرقية. وصرح نتانياهو في احتفال عسكري في ذكرى ضم القدس بأن اسرائيل "لن تعود ابداً" الى حدود 4 حزيران، مشيراً الى ان الاميركيين "ليسوا من يدفع" ثمن نتائج الانسحاب حتى هذه الحدود. وأرادت اسرائيل لاحتفالاتها بالاستيلاء على القدسالشرقية هذه السنة ان تكون على مستوى احتفالاتها بمرور خمسين سنة على تأسيسها، فنظمت مسيرة باتجاه البلدة القديمة شارك فيها 13 الف جندي و 8 آلاف من طلاب المدارس انضم اليها ايضاً غينغريتش واعضاء الكونغرس المرافقون له. وكان رئيس مجلس النواب الاميركي الغى زيارة كان مقرراً ان يقوم بها الى الموقع المفترض لمقر السفارة الاميركية في القدس، والذي يعتبر من أشد المؤيدين له، وذلك بناء على طلب البيت الابيض بعدما حذر فلسطينيون من ان زيارة كهذه يمكن ان تشعل حرباً في القدس بين الاسرائيليين والفلسطينيين راجع ص 4. واستجاب مئات من الفلسطينيين بينهم مسؤولون في السلطة لدعوة وجهتها شبيبة حركة "فتح" عبر بيانات نشرتها في القدس العربية اول من امس، واحتشدوا في ساحات الحرم القدسي لمنع متطرفين يهود من حركة "امناء جبل الهيكل" من دخول الحرم للصلاة فيه كما هددوا. الا ان الشرطة الاسرائيلية التي تحول كل سنة دون اقتراب هؤلاء من منطقة الحرم تحسباً لمواجهات دموية تصدت لهم هذا العام ايضاً. واحرق المتطرفون صندوقاً في شكل تابوت كتب عليه "اتفاق اوسلو" وهم يصرخون "الموت لعرفات". وتوجه عشرات من المتظاهرين اليهود الذين ينتمون الى حركات يمينية ومتطرفة الى مقر "بيت الشرق" في القدس رافعين اعلاماً اسرائيلية وهم ينشدون "القدس يهودية". وتصدى الحرس للمتظاهرين عندما حاولوا اقتحام المبنى ووقع عراك بالأيدي انتهى من دون تسجيل ضحايا. وتحولت شوارع القدس، خصوصاً البلدة القديمة منها، الى ساحة حرب بعدما دفعت الشرطة والجيش الاسرائيليان بآلاف من عناصرهما تحسباً لاشتباكات بين الفلسطينيين الذين يعتبرون هذه المسيرات السنوية استعراضاً استفزازياً، وبين المحتفلين اليهود. وقال شهود ان مشادات وقعت داخل أزقة البلدة القديمة بين المشاركين في المسيرات اليهودية وبين الفلسطينيين. وسئل الرئيس الفلسطيني بعد عودته الى قطاع غزة آتياً من مصر امس عن احتفالات اسرائيل فأجاب ان القدس "ارض عربية احتلت في 1967 وعلى اسرائيل ان تحترم مرجعية مؤتمر مدريد والاتفاقات التي وقعت في البيت الابيض". ودعا الادارة الاميركية الى اعلان تفاصيل مبادرتها قائلاً ان عليها ان "تعلن الجهة المسؤولة عما حدث لهذه المبادرة"، نافياً ان يكون طالبها بفعل ذلك ضمن مهلة محددة. وقال نتانياهو في الاحتفال العسكري ان "اسرائيل لن تعود الى حدود لا يمكن الدفاع عنها وظهرها الى البحر، والقدس لن تقسم ابداً". وكان نتانياهو حاول امس التقليل من اثر التصريحات التي أكد فيها انهيار عملية السلام قبل توليه السلطة. وقال للاذاعة الاسرائيلية: "سنحترم اتفاقات اوسلو مع انها تطرح مشاكل، اذا نفذ الفلسطينيون التزامهم مكافحة الارهاب". واستغرب العاصفة التي اثارتها تصريحات "كررتها مئة مرة". وقال: "لو كنا استمرينا في تلقي الضربات من دون مقابل لكان العالم صفق لنا، ولكن ليس الاميركيون من يدفع ثمن نتائج هذه السياسة". وكرر امام الاجتماع الاسبوعي لحكومته انه عندما وصلت حكومة ليكود الى الحكم "لم يكن هناك سلام بل اتفاق اشكالي لم تحترمه حتى الاطراف" الموقعة عليه. ونسب بيان صادر عن الحكومة الاسرائيلية الى نتانياهو قوله انه لم يتم التوصل الى اي اتفاق مع الادارة الاميركية في شأن اعادة الانتشار الثانية في الضفة الغربية وان اسرائيل ترغب في التوصل الى اتفاق خصوصاً في شأن المرحلة الثالثة. وحذر وزير الدفاع الاسرائىلي اسحق موردخاي امس خلال اجتماع الحكومة من خطر حدوث "اراقة دماء" اذا انهارت عملية السلام مع الفلسطينيين. واضاف: "يجب التأكد من استمرار عملية السلام مع تصحيح اوجه النقص فيها". في دمشق، استقبل الرئيس السوري زعيم "حماس" والوفد المرافق له. واوضح الناطق باسم الرئاسة السورية السيد جبران كورية ان اللقاء جرى بحضور وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وقال السيد ابو محمد مصطفى ممثل "حماس" في دمشق ان المحادثات تناولت "سبل توثيق العلاقة بين دمشق والحركة والتواصل الدائم بين الطرفين بهدف ايجاد جبهة فلسطينية - عربية - اسلامية قادرة على مواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة في ظل التعنت الاسرائيلي وانحياز الولاياتالمتحدة الى اسرائيل". ووصف الشيخ ياسين محادثاته مع الأسد بأنها كانت "مثمرة وجيدة جداً"، ونقل عن الرئيس السوري تأكيده "وقوف سورية الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته". الى ذلك رويترز، كشف مسؤول في المجلس الاقليمي لمستوطني الجولان امس وجود مشروع لتعزيز الاستيطان في هضبة الجولان المحتلة. وفي اطار هذا المشروع، سيُعرض للبيع نحو 380 منزلاً موزعة على 14 مستوطنة مخصصة للشبان الاسرائيليين المتزوجين حديثاً. ونقلت الاذاعة الاسرائىلية عن رئيس المجلس المحلي للجولان يهودا وولمان ان الخطة تهدف الى تغيير التوازن السكاني في المنطقة حيث يعيش 15 ألف اسرائيلي و18 ألف سوري درزي.