لم يجد الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي افضل من فرصة حديثه امام عشرات الآلاف من مؤيديه احتشدوا في جامعة طهران لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لفوزه بالرئاسة ليعلن بصوت عال امس انه مصمم على اصلاحاته ومتمسك بشعاراته. ودعا خصوصاً الى "ترسيخ الحريات العامة والأساسية وإرساء مجتمع مدني يسوده القانون"، وأكد رفضه "الاستبداد والفاشية حتى وإن كانا باسم الدين لأن الاسلام لا يتناقض والحرية، بل ان الحرية ثابت في الدين". ولم يغفل خاتمي عن توجيه اشارات الى ان الغالبية الشعبية التي تؤيده هي التي تمنحه قوة ويستند اليها في تنفيذ مشروعه و"هو ما ينبغي ان تقر به الاقلية" مستطرداً ان "التنمية السياسية التي نعمل على تحقيقها لا تلغي الاقلية بل تحترمها وتأخذ آراءها في الاعتبار". وكانت تظاهرة تأييد لخاتمي انطلقت ظهراً من ميدان "ولي عصر" في قلب العاصمة، وتوجهت الى جامعة طهران، ولفت الانتباه الحضور المكثف للشباب والنساء، سيما اللواتي ترتدين الشادور، وهو امر لم يكن متوقعاً، خصوصاً ان منافسي خاتمي يشددون باستمرار على ان معظم الفئات التي تؤيده لا تؤمن بجوهر المشروع الاسلامي، ومنها من "يعمل على القضاء على الثورة واستهداف نظام الجمهورية الاسلامية". واستمعت الحشود التي جاءت الى جامعة طهران امس، الى مناشدة خاتمي احتضان قيم التسامح والوحدة والتضامن، لكنها لم تجد حرجاً في توجيه رسالة الى منافسيه ورددت شعارات معادية للمحافظين و"المتشددين" و"المتطرفين" و"تيار الاحتكار والهيمنة"، وطالبت احد ابرز رموز اليمين المحافظ رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي بأن يستقيل. ووجه خاتمي اشارات طفيفة الى المجتمع الدولي مؤكداً تمسكه بخيار الانفتاح على "العالم خصوصاً الدول المجاورة"، لكنه خصص معظم حديثه عن الداخل، ولوحظت حتى وقت متأخر من ليل امس قوافل سيارة تهتف باسم خاتمي.