جاكارتا، لشبونة - أ ف ب - أكد بشار الدين يوسف حبيبي أمس الجمعة غداة توليه الرئاسة في اندونيسيا انه لا يعتزم تولي الرئاسة لفترة انتقالية. وأعلن ان وزيري الدفاع الجنرال ويرانتو والخارجية على العطاس سيحتفظان بمنصبيهما في الحكومة الجديدة التي شكلها. وتضم الحكومة 36 وزيرا بينهم من الحكومة السابقة ايضا ووزيرا الاقتصاد والطاقة، واستبعد منها ابنة الرئيس السابق سوهارتو. وتضم الحكومة 17 وزيرا جديدا ينتمي بعضهم الى احزاب الاقلية. في غضون ذلك قال زعيم جماعة "المحمدية" الاسلامية أمين ريّس الطامح الى رئاسة اندونيسيا، انه لا يؤيد ولا يعارض الحكومة الجديدة مؤكداً: "انني على الحياد". وكان ريّس اجتمع مع حبيبي عشية اعلان مجلس الوزراء الجديد وقال للصحافيين انه لن ينضم الى الحكومة الجديدة حتى اذا طلب منه ذلك. وعلى رغم اعلان حبيبي انه لن يكون رئيسا انتقاليا، لكن هامش المناورة لديه ضيق جدا، بسبب الاوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها البلاد. واعتبر ديبلوماسي رفيع المستوى ان حبيبي لم يتصرف كشخص تولى هذا المنصب لتصريف الاعمال ووصف النتيجة بانها "مميزة للغاية"، في حين وصف ديبلوماسي آخر موقفه بانه "يبعث الى الاطمئنان بعد الخطاب الفاتر الذي القاه امس". وذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة ان على حبيبي 61 عاما ان يتحرك على الفور لتعزيز الاوضاع الاقتصادية في اندونيسيا التي اصبحت "على شفير الافلاس". ولتفادي كارثة لا يمكنه الا ان يعتمد على المساعدة الدولية التي ستكون رهنا بتطبيق الاصلاحات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي وعلى قدرته في حمل الشعب على قبولها. ويبقى فريق الوزراء المعنيين الشؤون الاقتصادية تحت سلطة الوزير المنسق غيننجار كارتساسميتا، بحسب الديبلوماسي نفسه الذي طلب عدم كشف هويته، "الانسب لمواصلة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي". لكن الاجراءات التي ستتخذ ستكون مؤلمة لا محالة بالنسبة الى السكان. تيمور الشرقية على صعيد آخر دعا حائز جائزة نوبل للسلام خوسيه راموس - هورتا الى مبادرة جديدة من الرئيس الجنوب افريقي نلسون مانديلا للدفاع عن قضية المستوطنة البرتغالية السابقة تيمور الشرقية التي ضمتها اندونيسيا في 1976. وقال راموس - هورتا، وهو نائب رئيس المجلس الوطني للمقاومة التيمورية، ان مبادرة مانديلا هذه ستعطي قضية تيمور الشرقية مكانا في الاحداث العالمية في اطار الوضع في اندونيسيا و"سيصفق لها الاف الاندونيسيين في شوارع جاكارتا". واكد ان مانديلا اتخذ خلال الاسابيع الماضية مبادرات تتعلق بوضع الزعيم التاريخي للمقاومة التيمورية القائد كزانانا غوسماو. وحرص مانديلا خلال زيارة لاندونيسيا في تموز يوليو الماضي على لقاء غوسماو الذي ينفذ حكما بالسجن لمدة 20 عاما في سجن قرب جاكارتا.