بغداد، الفاتيكان، روما - أ ف ب - أعلن العراق رسمياً امس رفضه القاطع للاقتراح الاميركي بتمديد اتفاق "النفط للغذاء" كل 18 شهراً أو تلقائياً. واعتبره مخالفاً للاتفاق مع الاممالمتحدة، يهدف الى إطالة الحظر الدولي المفروض على العراق منذ 1990. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية العراقية في تصريح الى "وكالة الانباء العراقية" الرسمية ان "حكومة العراق ترفض رفضاً قاطعة مشروع القرار الاميركي الجديد لأنه يشكل خروجاً على مذكرة التفاهم اتفاق النفط للغذاء والقرار 986، ويهدف في شكل اساسي الى ابقاء الحصار". وأضاف ان "حكومة العراق تؤكد انها ان تقبل أي اجراء يخرج عن الطبيعة الاستثنائية والموقتة لهذا الاتفاق وإطاره القانوني المتمثل في مذكرة التفاهم والقرار 986". ودعا الدول الاعضاء في مجلس الأمن الى "العمل لافشال المشروع المفروض" مندداً ب "السلوك العدائي اللاانساني للادارة الاميركية واستهانتها حتى بقرارات مجلس الأمن عندما يخدم هذا السلوك مآربها التآمرية". وكان وفد اميركي جال أخيراً على البرتغال والسويد وفرنسا وسلوفينيا وهي دول اعضاء في مجلس الأمن، لتقديم اقتراحات جديدة في شأن اتفاق "النفط للغذاء" تتضمن تمديد البرنامج كل 18 شهراً بدل 6 شهور، لكن هذه الاقتراحات ووجهت بالرفض كما ذكر ديبلوماسيون في الاممالمتحدة. وقال ديبلوماسي أوروبي ان فرنسا والسويد والبرتغال رفضت هذه الاقتراحات معتبرة انها "قد تؤدي الى اثارة أزمة غير ضرورية مع بغداد". وتندرج الاقتراحات الاميركية في اطار مشروع قرار يقضي بالموافقة على تسليم العراق قطع غيار قيمتها 300 مليون دولار للسماح له بزيادة قدرته على تصدير نفط. وتريد البرتغالوفرنسا قراراً "تقنياً محضاً". جولة طارق عزيز الى ذلك، جدد نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في مقابلة بثتها اذاعة الفاتيكان اتهام خبراء نزع الأسلحة بالمماطلة في اعلان استنتاجاتهم مما يؤدي الى تأخير رفع الحظر. وقال: "إذا لم يقر خبراء الاممالمتحدة بأن مهمتهم في مجال الاشراف على نزع الأسلحة انتهت منذ فترة طويلة، واذا استمروا في تأخير رفع الحصار، سنجد انفسنا في وضع لا يمكننا تحمله طويلاً". واعتبر طارق عزيز في المقابلة التي أذيعت مساء أول من أمس ان "المشكلة هي ان اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم لا تريد الاعتراف" بأن العراق أكمل نزع أسلحته. ورأى ان خبراء التفتيش "يخضعون لضغوط واشنطن التي تتمثل سياستها بإبقاء الحظر فترة غير محددة لاضعاف العراق ووضعه في عزلة". وزاد: "لن تحصل أزمات أخرى، اذا توقفت اونسكوم عن استفزاز العراق وتهديد أمنه وسيادته وكرامته". وكان طارق عزيز الذي استقبله البابا يوحنا بوليس الثاني الثلثاء طلب من الأخير ان "تضاعف الكنيسة الكاثوليكية جهودها للتوصل الى رفع الحصار". ودعا الحزب الديموقراطي اليساري الايطالي الى رفع الحظر عن العراق، اثر لقاء عقد في روما أول من أمس بين الأمين العام للحزب ماسيمو داليما ونائب رئيس الوزراء العراقي. وقال طارق عزيز: "ليست للعراق مشاكل في تطبيق قرارات الأممالمتحدة". وأضاف ان من الضروري معاودة "العلاقات الاقتصادية والتجارية الجيدة" التي كانت تربط العراق بإيطاليا، قبل ان تجمد بسبب "السياسة الاميركية المتعصبة ضد العراق". يذكر ان المسؤول العراقي يواصل جولة أوروبية مطالباً برفع الحظر عن بلاده. وكان زار باريس وتوجه امس الى مدريد.