طبّقت تونس الاحتراف الجزئي قبل عامين من دون ان تكون رواتب اللاعبين كافية لمقاومة اغراءات الاندية الاجنبية. وهذا ما شكا منه حارس الترجي والمنتخب شكري الواعر جهارة في الاونة الآخيرة. ومع ذلك هناك نهضة كروية ورياضية شاملة في تونس التي ستستضيف دورة العاب البحر المتوسط صيف 2001 والتي تبني لاحتضانها مجمعاً رياضياً رصدت من اجله عشرات الملايين من الدولارات. وبذور هذه النهضة قد لا تتحول ثماراً قبل مضي سنوات عدة. ولأن مستوى الاندية ارتفع، احرز الترجي والافريقي والنجم الساحلي اكثر من لقب عربي وافريقي بفضل جيل جديد من اللاعبين، وانعكس ذلك ايجاباً على المنتخب وكان التأهل للمونديال الفرنسي اكثر من منطقي. ويبقى امام قائد المنتخب سامي الطرابلسي وزملائه ان يثبتوا انهم قادرون على ان يخلّفوا انطباعاً على غرار ما فعل منتخب 1978 بقيادة شتالي وتميم وطارق ذياب بغض النظر عن امكانية العبور الى الدور الثاني او توديع المسابقة من دورها الاول. وحتى الساعة على الاقل، فإن ما قدمه المنتخب مؤخراً لا يبشر بالكثير. وبالنسبة الى رومانيا فإنها ستزج في المونديال الجديد منتخباً هو نسخة طبق الاصل عن الذي مثلها في المونديالين الاخيرين، لذا فهو مجموعة من العواجيز فعلاً الذين لن يشاركوا بالتأكيد في مونديال 2002 امثال هاجي ولاكاتوش وستيليا وفلادويو ودوميتريسكو وبيتريسكو ولوبيسكو مع عدد من الوجوه الجديدة على رأسها ادريان ايلي. وحتى مدربهم الجنرال يوردانيسكو سيتركهم بعد المونديال مباشرة ليقود منتخب اليونان في تصفيات بطولة الامم الاوروبية. فنياً، فإن الرومان متفوقون فعلاً، وفي حال ثباتهم بدنياً، وهذا ما يراهنون عليه، لن يمنعهم شيء من تكرار الانجاز الذي حققوه في الولاياتالمتحدة قبل اربع سنوات عندما بلغوا الدور ربع النهائي. المجموعة السابعة غير سهلة ابداً، حتى لو راهن الكثيرون على احتلال انكلترا ورومانيا المركزين الأولين فيها على كولومبياوتونس. ولا يملك المرء سوى القول: "ليت يكون لمنتخب تونس رأي آخر".