لم يخطئ الالمان عندما اجمعوا على اختيار فرانتس بكنباور أحسن لاعب كرة قدم في تاريخ بلادهم، وقبل ايام اتفق وزير الرياضة الالماني مع رئيس اتحاد كرة القدم المحلي على اختيار بكنباور رئيساً للجنة العليا المسؤولة عن ملف ترشيح المانيا لتنظيم نهائيات مونديال 2006. بكنباور - ولقبه القيصر - فارس كرة القدم الالمانية الاول يحتل مكان الصدارة بين نجوم الكرة عالمياً في القرن العشرين. امتلك كل عناصر النجاح على مدار 20 عاماً له في الملاعب منذ بداية مشواره عام 1963 وحتى اعتزل 1983، ونجح ايضاً كمدرب لمدة عشرة اعوام اخرى مع المنتخب، وأخيراً كرئيس لنادي بايرن ميونيخ. تميز طوال مشواره باداء رشيق رفيع المستوى فنياً ومهارياً وبدنياً وسلوكياً، وهو احد لاعبي كرة القدم القلائل في العالم الذين حظوا بحب وإعجاب جماهير كل الاندية وفي كل الملاعب. واتسم بكنباور بطوله الفارع منذ انضمامه الى فريق ناشئي بايرن ميونيخ عام 1958، وصعد الى الفريق الاول في عام 1963 ولم يكن قد تخطى عامه الثامن عشر. وفي السادس والعشرين من ايلول سبتمبر 1965 اختاره سيب هربرغر المدير الفني للمنتخب للمشاركة في مباراة السويد في ستوكهولم في تصفيات كأس العالم، وانطلق الفارس وفازت المانيا 2-1. وضع بيكنباور بصماته على الكرة الالمانية والاوروبية سريعاً سواء مع نادي بايرن ميونيخ في البطولات المحلية والقارية او مع منتخب المانيا في كأس العالم... حصل على الكرة البرونزية لثالث احسن لاعب في اوروبا عام 1967 في استفتاء مجلة "فرانس فوتبول" بعد الانكليزي بوبي تشارلتون والبرتغالي يوزيبيو، وكان النجم الاول لمباراة ناديه ضد رينجرز غلاسغو الاسكتلندي في نهائي كأس كؤوس اوروبا وفاز بايرن ميونيخ 1-صفر. وازداد القيصر نجاحاً من عام الى آخر، وحصل على الكرة الذهبية عام 1972 واستعادها عام 1976، وهو احد القلائل الذين نالوا هذه الجائزة الثمينة مرتين. الطريف ان بيكنباور بدأ حياته كمهاجم في فرق الناشئين والشباب ثم الفريق الاول في بايرن ميونيخ، ولكن هربرغر نقله الى خط الوسط في المنتخب الالماني، وظل القيصر من اشهر لاعبي الوسط في اوروبا والعالم حتى قلت سرعته نسبياً، وعاد الى مركز قلب الدفاع في ناديه والمنتخب فصارت له مدرسته في هذا المركز، قائداً ومموناً وهدافاً ، ومشيته بالكرة رشيقة وانيقة وفريدة من نوعها. لعب لثلاثة اندية، وكانت البداية مع بايرن ميونيخ وظل به حتى 1976، وانتقل الى الولاياتالمتحدة وهو في ذروة نجاحه مقابل أغلى عرض في تاريخ الكرة الاميركية، لكنه عاد مجدداً الى نادي هامبورغ الالماني - احد المنافسين الكبار - وقاده الى اللقب الالماني قبل اعتزاله. * أعوام وانجازات - من مواليد ميونيخ في 11 كانون الاول ديسمبر 1945. - احتفظ بالرقم القياسي لأكبر عدد من المباريات الدولية بين لاعبي المانيا برصيد 103 مباريات لسنوات طويلة حتى حطمه زميله وتلميذه لوثر ماتيوس. - شارك في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، الاولى في انكلترا عام 1966 وكان اصغر لاعب في فريقه، واحتل مكاناً اساسياً بجوار العمالقة زيلر وهالر وران، وخسر منتخب المانيا المباراة النهائية 2-4 امام نظيره الانكليزي في الوقت الاضافي، والثانية في المكسيك عام 1970 وخسر في نصف النهائي امام ايطاليا 3-4 وفي الوقت الاضافي ايضاً. ولعب بكنباور جزءاً كبيراً من المباراة مصاباً بخلع في عظمة الترقوة لكنه سجل هدفاً، و اختير ضمن احسن 22 لاعباً في تلك النهائيات. والثالثة في المانيا الغربية عام 1974 وسط جمهوره بعد ان اصبح كابتن المنتخب. وقاد بكنباور زملاءه ماير وفوغتس واوفيرات ومولر الى احراز كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ بلاده. واعتذر عن عدم اللعب في كأس العالم التالية في الارجنتين 1978 بعد اعلانه اعتزال اللعب دولياً. - تولى قيادة المنتخب الالماني في كأس العالم 1986 وتمكن من الوصول به الى المباراة النهائية وخسر فريقه بصعوبة بالغة امام الارجنتين 2-3. لكنه رد اعتباره بكل قوة في النهائيات التالية التي اقيمت في ايطاليا 1990 وفاز منتخب المانيا باللقب بعدما هزم نظيره الارجنتيني 1-صفر في المباراة النهائية... واصبح بكنباور ثاني شخص في التاريخ يفوز بكأس العالم لاعباً ثم مدرباً بعد البرازيلي ماريو زاغالو. لكن بكنباور يتميز بأنه حصل على خمس ميداليات في كأس العالم هي فضيتان كلاعب ومدرب عامي 1966 و1986 وبرونزية كلاعب عام 1970 وذهبيتان كلاعب ومدرب عامي 1974 و1990. - احرز كأس الاندية الاوروبية الابطال ثلاث مرات متتالية اعوام 74 و75 و1976. ونال الكأس السوبر الاوروبية عام 1976. - فاز بذهبية الدوري الالماني - البوندزليغا - خمس مرات، ونالها مع بايرن ميونيخ اعوام 69 و72 و73 و1974 واضاف لقباً خامساً مع هامبورغ عام 1982، ونال كأس المانيا اربع مرات اعوام 66 و67 و69 و1971 وكلها مع بايرن ميونيخ. - احترف في نادي كوزموس نيويورك الاميركي وحقق معه بطولة دوري الولاياتالمتحدة للمحترفين ثلاث مرات اعوام 77 و78 و1980. - عمل مدرباً لمنتخب المانيا من 1985 الى 1990، وانتقل الى العمل مدرباً ومشرفاً فنياً لنادي مرسيليا الفرنسي عامي 90 و1991 وحصل معه على الدوري الفرنسي، وتولى تدريب نادي بايرن ميونيخ عام 1994 وحصل له على درع البوندزليغا ثم صعد الى مقعد رئيس النادي. - اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم في لجان عدة لتطوير اللعبة خلال التسعينات. - حظي بدخول قاعة المشاهير لنجوم كرة القدم التي افتتحها الفيفا في مقره عام 1998 بمشاركة تسعة نجوم آخرين على مر التاريخ