عاش بطريقته الخاصة كما غنى بأسلوبه الخاص... فرانك سيناترا الذي توفي ليلة أول من أمس بسكتة قلبية عن عمر 82 عاماً، تحول الى أسطورة تجاوزت حدود الشهرة والنجومية. من الصعب أن تجد له وصفاً أو مقابلاً في الغناء. لم تؤثر في فنه التغيرات في الموسيقى. ظل صوته ذهبياً بين صخب الروك والجاز وفرق العزف الكبيرة. ظل صوته مسموعاً وأغانيه مطلوبة بين جمهور الشباب حتى عندما تقاعد عن الغناء في 1995. آخر حفلة أحياها في لندن كانت جرت في قاعة ألبرت هول في 1992، شارك فيها ابنه فرانك جونيور قائداً للاوركسترا، وعزفت فيها زوجته الرابعة بربارا. كان الجمهور يستمع كأنه يحفظ الكلمات ويرد الألحان الى ذكرياته. كانت الأمسية أكثر من مجرد حفلة... كانت للتاريخ. هكذا ظلت حياة الفنان معنى للآخرين، للناس العاديين، للنجوم وللوزراء ورؤساء الدول. "I did it my way" أغنية تحولت برنامجاً لحياة... فيها نوع من التحدي، وقليل من التمني... حياة بدأت متواضعة في برنامج اذاعي للهواة. ثم صمد بعد فترة تردد قصيرة ليفوز بجوائز موسيقية، ويحصل على أوسكار في التمثيل. لكن هذا التفوق الفني كان يقابله توتر في المزاج وخصوصاً مع رجال الإعلام... اشتهر أيضاً في عشقه لنساء شهيرات: ايفا غاردنر، لورين باكول، وميا فارو. صوته جعل الناس يتجاهلون ما شاع عنه من علاقة مع المافيا. حتى التسعينات ظلت أغانيه وحفلاته تجذب الجمهور من الشباب، حيث أصدر اسطوانة خاصة مع مغنين من جيل آخر وأسلوب مختلف في الغناء مثل فرقة يوتو البريطانية قبل ثلاث سنوات. في السنوات الأخيرة عانى من مرض القلب، ودخل المستشفى مرات عدة، وفي الوقت نفسه بدأت الخلافات بين ابنائه الثلاثة على ميراث أمواله... الرئيس كلينتون لم يترك المناسبة تمضي من دون أن يعلن أنه كان من محبي موسيقى المغني الكبير، قائلاً ان سيناترا عاش دائماً بالطريقة التي كان يريد.