قال أحد كبار المستثمرين الخليجيين في منطقة القوقاز انه يقود مشروعاً مشتركاً لتملك 35 في المئة من شركة "الخطوط الجوية الجورجية" ضمن خطة تهدف الى تطوير أسطولها وزيادة الروابط الجوية بين جورجيا والعالم. وأعلن انه دخل في شراكة مع مستثمرين من السعودية ودولة الامارات والهند لتأسيس مصنعين في تبليسي لمعالجة الفاكهة وتوضيبها وتصديرها لاحقاً الى الأسواق الخليجية. وقال رئيس "شركة الحبتور للمشاريع التجارية" راشد الحبتور لپ"الحياة" ان المفاوضات التي تجرx حالياً مع كبار المسؤولين الجورجيين ستستمر بين شهرين وثلاثة اشهر، قبل التوصل الى صيغة نهائية بخصوص الصفقة التي ستؤدي الى اعادة هيكلة الناقلة الجوية الحكومية وتملك أكثر من ثلث أصولها. ويتولى الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنازه الإشراف شخصياً على مشروع الصفقة التي ترمي الى تطوير "الجورجية". وقال الحبتور انه سيزور تبليسي الاسبوع المقبل لإكمال المفاوضات التي يشارك فيها ايضاً وزير الدولة يتولى عملياً مهام رئيس الوزراء نيكولاي ليكوشفيري الذي غادر عند السادسة مساء أمس دبي عائداً الى بلاده في ختام زيارة رسمية الى دولة الامارات رافقه فيها وفد مؤلف من 17 مسؤولاً بينهم وزير المواصلات ورئيس "الخطوط الجورجية" ومدير هيئة الطيران المدني. وتعمل في جورجيا خمس شركات وطنية للنقل الجوي. و"الجورجية" هي الشركة الوحيدة التابعة للدولة والشركة الأكبر بينها وتملك اسطولاً يضم 17 طائرة في مقابل نحو 11 طائرة تملكها ثلاث شركات خاصة، بينما تعمل الشركة الرابعة في استئجار طائرات الطيران العارض شارتر لأغراض نقل المسافرين والشحن الجوي. وتسير "الجورجية" رحلات الى 30 وجهة تضمها شبكة رحلاتها الدولية والمحلية وبينها دبي وأثينا وبوادبست وفرانكفورت وموسكو. الا ان عدد الطائرات المستخدمة حالياً لا يتجاوز أربع طائرات نظراً الى ان الاسطول مكون من طائرات سوفياتية الصنع لا يستجيب أغلبها لمعايير الضوضاء المطبقة في الدول الأوروبية. وقال الحبتور ان الطائرات التي لا يتم تشغيلها حالياً الى أوروبا ستخصص للطيران الى المدن داخل روسيا، وان اجتماعات جرت مع شركات طيران أوروبية، رفض الكشف عن اسمائها لإقامة تعاون مستقبلي بينها من ناحية تجهيزات الصيانة والتشغيل والمناولة والاستعانة بخبراتها". وتعتبر "الحبتور للمشاريع التجارية" التي تتخذ من دبي مقراً لها وكيل "الخطوط الجورجية" في دولة الامارات، ما سمح بالتفاهم على خطة الاستثمار التي قال السيد الحبتور انه طرحها منذ البداية وأدخل اليها شركاء ماليزيين. وأضاف: "نحن فقط مستثمرون وشريك أساسي في المشروع، ونحن وقفنا وراء إبرام الصفقة منذ البداية". وعن الشركاء الماليزيين، الذين امتنع عن ذكر اسمائهم "في المرحلة الحالية" قال: "إنهم سيأتون بالطائرات التي ستستأجرها الجورجية، وسيتولون إدارة الناقلة القوقازية جنباً الى جنب مع الجورجيين على ان تتمثل الحبتور في مجلس الادارة". وتبلغ قيمة الصفقة 6.5 مليون دولار ستستخدم في رفع رأس المال وتأمين استئجار طائرة "بوينغ 737 - 300" و"بوينغ 737 - 400" في المرحلة الأولى. وتتركز المفاوضات حالياً مع المسؤولين في تبليسي على تحديد نسبة الضرائب التي ستقتطع من أرباح الناقلة الجوية. ويبلغ عدد موظفي الشركة 1200 موظف عين أغلبهم خلال الحكم السوفياتي السابق. وكشف المستثمر الدبوي عن ان زهاء 600 موظف منهم سيسرحون من الخدمة لدى تغير ملكية الشركة على ان يتم منحهم تعويضات وبدلات تقاعد لم تحدد نسبتها بعد. وقال الحبتور "تنقل الجورجية 280 ألف مسافر سنوياً ونتوقع ان يتحسن أداء الشركة في مدى سنة من بدء استثمارنا فيها والسبب ان جورجيا كانت في العهد السوفياتي تستقبل خمسة ملايين مسافر في السنة، أغلبهم من السياح الذين كانوا يقصدونها لجمال ربوعها واحتوائها على معالم أثرية تعكس مرور كل الحضارات التي عايشتها من الرومانية الى الفارسية والإسلامية والتركية والروسية، علاوة على انها كانت جزءاً من طريق الحرير". وتحدث في هذا الصدد عن مشروعين جديدين تبلغ كلفتهما سبعة ملايين دولار أحدهما مخصص لتوضيب الفاكهة ومعالجتها والثاني لتصنيع عصير الفاكهة. وقال: "ان المصنعين القائمين في تبليسي يضمان 150 موظفاً على ان يتم الانتهاء من تجهيزهما ووضعهما قيد الخدمة آخر السنة الجارية". وأشار الى ان المشروعين يخصان مصنعين متقادمين من الفترة السوفياتية "سيتم تزويدهما معدات وآلات حديثة من ايطاليا يجري التفاوض حالياً على شرائها". وقال: "نعمل مع مساهمين من السعودية والامارات والهند على تنفيذ هذين المشروعين اللذين سيكون انتاجهما موجهاً الى أسواق الخليج". وتقوم "شركة الحبتور للمشاريع التجارية" بتصدير ثمانين طناً من المعدات والسلع الى تبليسي ضمن طائرتي شارتر تستأجرهما اسبوعياً. وتتضمن هذه التجهيزات في صورة خاصة أنابيب ومعدات تخص خط أنابيب النفط الذي يمر من أذربيجان الى جورجيا. وقال الحبتور ان "مشروعا المصنعين سيسمحان لنا باستخدام السلعة الفائضة المتاحة على الطائرتين اللتين تعودان فارغتين كل اسبوع من تبليسي" معرباً عن توقعه تحقيق عائد على الاستثمار يبلغ 25 في المئة في المصنعين سنوياً.