السيد رئيس التحرير، قضيتان حفزتاني للكتابة اليك، الأولى اعجابي بالاسلوب الاخلاقي في رد الأمير خالد بن سلطان على الأخ المهندس يوسف عبدالرحمن الذكير وارتقى فيه بالموضوعية التي تحترم النقد. وجرت المناقشة بما لم يسبق لي قراءته لستين سنة من مطالعتي الصحف العربية املاً ان تكون هذه الخطوة مدخلاً للنقاش السياسي العربي وعلى مختلف الاصعدة. والقضية الثانية: مأساة الانسان العربي مع "الرقيب المطاوع" الذي يسعى ان يكون صوت سيده وبحصة من دون ان يكون متعمقاً في "عُرَبِ" الصوت عند سيده فيوقعه في ظنون القارئ العربي والتشكيك في قوميته ووطنيته وأقلها: "ان بعض الظن إثم" وما ينسحب على السيد بلال التل ينسحب على الاشخاص الذين يقبلون على مناصب تحكيمية تحتاج الى ما هو اكبر من موظف ولا يقل وطنية عن حاكمه خصوصاً اذا كان يدعي الشورى او الديموقراطية. وهذا ما يستطيعه اي رقيب في اي نظام عربي في خدمة اوثان "الانظمة"، ولكل بلد عربي وثن او اكثر ما هو الحال في جماهيرية الطوائف اللبنانية. ان هذا النوع من "العربوفوني" لا تستطيعه الفرنكوفونية ولا الانغلوفونية التجارية ولا اي لغة اخرى وفي رأيي الافرادي لن تقل اثراً مستقبلياً عن اقتحام الاثر التوراتي على العقول الغربية... وما خلفه على الامبراطورية العربية من حروب خارجية صليبية وهزائم داخلية مذهبية وعصبية. فإلى يوم نتجاوز فيه المليون نسخة في الصحافة العربية متجاهلين ادعاءات موظفي الانظمة وملايينهم تدجيلاً متبادلاً مع اسيادهم... فهذه معركة القارات الخمس لاحياء العصر العربي.