وصف الرئيس ياسر عرفات لقاءه صباح أمس في غزة ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز بأنه "مهم وإيجابي"، مشيراً الى انه يأتي استكمالاً للمحادثات التي اجرياها والعاهل الأردني الملك حسين قبل أقل من 48 ساعة في المانيا. وقال: "نحن اليوم أكملنا هذه المحادثات المهمة بهدف دفع عملية السلام وحمايتها". وخاطب الصحافيين قائلاً: "لا تنسوا ان بيريز هو شريكي في عملية السلام منذ البداية، هو والسيد اسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ونحن لا ننسى اطلاقاً مواقفهما التي ساهمت في دفع عملية السلام، وأوصلتنا الى عقد اتفاق اوسلو والاتفاقات الأخرى التي وقعناها سوية في البيت الأبيض في واشنطن". أما بيريز، فشدد على ضرورة قيام دولة فلسطينية وفق اتفاقات اوسلو. وقال: "علينا جميعاً بذل جهودنا للتوصل الى اتفاق دائم بين الشعب الفلسطيني وبيننا من الآن وحتى أيار مايو 1999. وآمل في ان نعترف بقيام دولة فلسطينية". ولفت الى اهمية دفع عملية السلام وإزالة العقبات من أمامها، معرباً عن أمله في ان تؤدي اجتماعات لندن الشهر المقبل الى تحريك العملية. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن، قبيل اللقاء المقرر مساء أمس بين عرفات والمنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس ان الجانب الفلسطيني ينتظر من المبعوث الاميركي تسليم عرفات النص الرسمي موقعاً من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت للافكار الاميركية المتعلقة بدفع عملية السلام، مشيراً الى ان الجانب الفلسطيني أعلن موقفاً ايجابياً مبدئياً من هذه الأفكار. وطالب واشنطن باتخاذ موقف أكثر حزماً من الحكومة الاسرائيلية التي هي الطرف الوحيد الذي يعرقل انجاح عملية السلام. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات لوكالة "فرانس برس": نرى ان الهدف الرئيسي من جولة روس الحالية هو اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالافكار الاميركية خصوصاً ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي ووقف الاجراءات الاحادية الجانب وتطبيق الاتفاق الانتقالي والأمن". واضاف: "غير ان عدداً من الوقائع أخيراً يدل على ان نتانياهو لا يريد التجاوب مع الافكار الاميركية، لذلك نرى ان من الضروري ان تواجه الادارة الاميركية سياسته عبر طرح مبادرتها في لقاءات لندن المقبلة". واشار الى ان مشاورات نتانياهو أخيراً مع حزب "موليديت" اليميني المتطرف والذي يدعو الى طرد كل الفلسطينيين من وطنهم، بهدف ضمه الى حكومته "مؤشر الى الاتجاه الذي يريد السير عليه وهو مزيد من التطرف والسعي الى تدمير العملية السلمية".