بادن بادن المانيا - ا ف ب، رويترز - شدد العاهل الاردني الملك حسين مساء أول من أمس الجمعة في بادن بادن جنوب غربي المانيا على الدور الكبير الذي يتعين على الولاياتالمتحدة ان تضطلع به لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. وتسلم العاهل الاردني في احتفال اقيم في مدينة سبا في بادن بادن جائزة وسائل الاعلام الالمانية في حضور الرئيس الالماني رومان هرتزوغ والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز. وقال الملك حسين إن بامكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ان يثق في دعم الاردن ما دام يؤيد جهود السلام. واردف قائلاً "اتمنى واطلب ان يلزم نفسه بمسارنا وهو مسار السلام مثلما وعد. وسنؤيده في هذا ... نرى انفسنا في وقت حرج ... وقت يمكننا ان نواصل فيه البناء اعتماداً على انجازاتنا ولاسيما في ما يتعلق بالوضع في اسرائيل وفلسطين". وأضاف: "لا يمكن ان نتحمل ضياع الوقت ولا يمكن ان نضيع فرصة التحرك قدماً الى الامام". ووصف الملك حسين الولاياتالمتحدة بانها "شريك كامل للاسرائيليين والعرب" في مسيرة السلام.. ودعا الى جعل التوصل الى اتفاق في الشرق الاوسط "هدفاً مقدساً". وتطرق الملك حسين إلى دور اوروبا في مستقبل الشرق الاوسط. وخاطب الدول الاوروبية بقوله: "هناك الكثير لنتعلمه منكم لإقامة منطقة سلام بين العرب واليهود والمسيحيين والمسلمين المتحدرين جميعا من ابراهيم". كذلك اشاد العاهل الاردني بالرئيس ياسر عرفات "الذي قام فعلاً بكل ما في وسعه" وبشمعون بيريز "الذي نتقاسم معه أحلاماً مشتركة وكثيراً من الآمال المشتركة". وانتقد أيضاً "اقليات" الطرفين التي قال انها تحاول عبر "احكامها القصيرة النظر" منع المصالحة. ودعا ايضاً كل الاطراف الى مواصلة مكافحة الارهاب، قائلاً ان هؤلاء الذين يلجأون للعنف هم اعداء السلام. وأوضح الملك حسين ان الحوار والتفاهم هما السبيل لتحقيق تقدم في عملية السلام. واضاف: "كيف يمكن ان نسوي مشكلاتنا اذا لم نضع انفسنا مكان هؤلاء الذين توجد لنا معهم مشكلات". ورحب أيضاً بدور الولاياتالمتحدة واوروبا في عملية السلام. لكنه شدد على ان لهما دوراً معاوناً وليس دور املاء أوامر. وقال: "لا يمكن ان نقبل أوامر من احد ولكننا نرحب بالمساعدة من اصدقائنا في الولاياتالمتحدة واوروبا الذين يمكنهم ان يساعدونا بأفكارهم واقتراحاتهم ودعمهم". وتخصص جائزة وسائل الاعلام الالمانية كل عام منذ 1992 لشخصية تعتبر وسائل الاعلام عملها "نموذجياً". ومن الذين تسلموها، عرفات والرئيس الروسي بوريس يلتسين والمستشار الالماني هيلموت كول والرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران. وحصل الرئيس عرفات على جائزة الاعلام في العام 1995 مع اسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل الراحل. ورحب هرتزوغ بجهود الملك حسين للحفاظ على عملية السلام. وقال ان هذه الجائزة اعتراف بجهوده في محاولة التوصل الى مصالحة في الشرق الاوسط. وقال للملك حسين "هذه الجائزة اعتراف بصفاتكم الجوهرية وقوتكم الكبيرة وللاسلوب العملي وللاستعداد للتعاون واخيراً وليس اخر للقدرة على التواصل". وقبل الاحتفال في بادن بادن اجتمع الرئيس عرفات والمستشار كول فى بون واعربا عن "قلقهما العميق حيال الوضع الذي وصل اليه تنفيذ اتفاقات اوسلو" التى ابرمتها منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل سنة 1993. وأفاد بيان اصدرته الحكومة الالمانية اثر لقاء الزعيمين انهما شددا على "ضرورة مواصلة عملية السلام فى الشرق الاوسط بعزم وبصورة بناءة وفى روح من الثقة المتبادلة". وكان كول اجتمع قبل ذلك مع العاهل الاردني الملك حسين واعرب الاثنان عن قلقهما "لعدم تحقيق تقدم فى عملية السلام" كما اوضح المتحدث باسم الحكومة الالمانية بيتر هوسمان الذي اضاف انهما "اتفقا على الدعوة مجددا لانتهاز اي فرصة تسنح لدفع الحوار".