بالما دي مايوركا اسبانيا - رويترز - بعث وزراء خارجية دول منتدى البحر المتوسط برسالة شديدة اللهجة الى اسرائيل أمس الثلثاء وطالبوها في البيان الختامي بالتزام اتفاقات السلام مع الفلسطينيين. ودعا مسؤولون من 11 دولة مطلة على حوض البحر المتوسط في بيان في ختام اجتماعاتهم في جزيرة مايوركا، اسرائيل الى سحب قواتها من الضفة الغربية وأعربوا عن تأييدهم قيام دولة فلسطينية. وانتقد الوزراء اسرائيل لقيامها ببناء مستوطنات لليهود على أراض عربية محتلة. الا انهم اكدوا حق الدولة العبرية في الوجود. وكان تمهيد الأرض لبناء مستوطنة في القدسالشرقية العربية في آذار مارس العام الماضي ادى الى توقف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ويتزامن هذا الاجتماع الذي استغرقت أعماله يومين مع دعوة اميركية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لاجراء محادثات منفصلة في لندن تهدف الى استئناف هذه المحادثات. وندد البيان الختامي للمؤتمر ايضاً بالارهاب وحض الدول الاعضاء على التعاون من خلال تبادل المعلومات وتسليم المتشددين من اجل وضع حد لأعمال العنف السياسية. وكان صراع الشرق الأوسط هيمن على محادثات الجلسة الأولى من الاجتماع السادس للمنتدى الاقليمي الذي يضم اسبانيا وايطاليا والبرتغال وفرنسا واليونان وتونس والمغرب والجزائر ومصر وتركيا ومالطا. ورحب العديد من المشاركين في اجتماعات المنتدى بحذر باحتمالات اجراء جولة جديدة من المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية. وقال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى انه يأمل بأن يكون بنيامين نتانياهو جاداً في شأن احراز تقدم في عملية السلام بعد ان عرض الزعيم الاسرائيلي لقاء مفاوضين فلسطينيين في لندن في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأعرب موسى عن تشككه في نيات نتانياهو. لكنه اضاف: "دعوني أعطه ميزة تفسير الشك في تصريحاته الاخيرة لمصلحته". وقال موسى في مقابلة مع "رويترز": "لنأمل ان يكون ما قاله السيد نتانياهو يعني ان لديه شيئاً جديداً". وأشار الى ان على اسرائيل ان تظهر رغبتها في التفاوض من خلال تنفيذ اعادة الانتشار ووقف بناء المستوطنات. غير ان بعض الوفود العربية ندد باعلان نتانياهو قائلة انها مناورة اعلامية وليس لها ان تتمخض عن تقدم حقيقي. وافتتح وزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس الاجتماع رسمياً بدعوة الدول الاعضاء الى مساعدة اطراف عملية السلام "للوصول الى حل عادل ومحدد ومقبول للجميع". وعبّر الوزير الاسباني عن تأييده لمهمة بلير. ولكنه قال ان على الأوروبيين ان يحذروا الاقدام على أي شيء يتعارض مع مساعي السلام التي تقوم بها الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر ديبلوماسية ان الوزراء كانوا يبحثون سبل تنفيذ اجزاء من اتفاق السلام المتعلق بالتنمية الاقتصادية لمناطق الحكم الذاتي اذا ظلت العملية السياسية متأزمة. وقال بيدرو لوبيز اغويريبينغوا السفير الاسباني المسؤول عن الشؤون المتوسطية ان المنتدى الذي أنشئ عام 1994 سيكون بمثابة "معمل افكار" للتعاون الاقليمي.