يحتفل اليوم ملايين المصريين، مسلمين ومسيحيين، بعيد شم النسيم، وهي عادة عمرها نحو خمسة آلاف عام، أي منذ أيام الفراعنة. وكان القدماء يطلقون عليه اسم "عيد الربيع"، وكان الناس يرتدون فيه أزهى الملابس، ويرددون الأناشيد. ويتنزهون في الحدائق العامة على ضفاف النيل. ومنذ أيام الفراعنة، يرتبط هذا العيد بعادات واحتفالات خاصة، فارتبط بتناول البصل الذي كان يُعتقد أنه يقضي على الارواح الشريرة داخل جسم الانسان ويشفي المرض. أما تلوين البيض المسلوق فكان تيمناً باطلالة الربيع. وكانوا يتناولون الخس والملانة لاعتقادهم أن فيها مادة زيتية تجلب الخصب والقوة والحيوية. وأطلق المصريون اسماء عدة على عيد الربيع، منها "ربطة البصل". وظلت هذه العادات المصرية موجودة حتى الوقت الحالي. وظهرت عادات أخرى بمرور الأزمنة ارتبطت بهذا العيد في منطقة القناة وسيناء. فنجد أبناء العريش شمال سيناء يخرجون في ليلة الثلثاء التي تسبق شم النسيم الى البحر، وعند غروب الشمس ينزلون جميعاً الماء اعتقاداً منهم أن ذلك سيشفي المرض، ويرزق العاقر بوليد، ويطلقون على هذا الاحتفال "اربعاء أيوب" وهو اعتقاد مستمد من ايام النبي أيوب. أما في محافظة الاسماعيلية، فيبدأ الاحتفال ابتداء من السبت الذي يسبق شم النسيم، فينظم مهرجان لاختيار أجمل بيضة مزينة، وأميرة الفراولة ووصيفتها، وأجمل توأمين. وفي اليوم التالي يقام موكب الزهور، ويتم اختيار أجمل سيارة مزّينة، وأجمل دمية. ثم تقام حفلة فنية ساهرة في إحدى حدائق المحافظة المفتوحة، ويبدأ بعد ذلك حرق الدمى ومنها دمية "اللنبي" في شوارع الاسماعيلية ومدن القناة الاخرى في بورسعيد والسويس وهي عادة احتفالية موجودة في المنطقة، وترتبط ب "اللنبي" قائد الجيش البريطاني في الشرق اثناء الحرب العالمية الأولى، والذي انطلق من مصر لاحتلال فلسطين واجزاء من سورية ولبنان وطرد الجيش العثماني منها.