قضى المصريون أمس الاثنين شم النسيم في المتنزهات والحدائق والشواطئ في احتفاء له خصوصياته واعرافه وتقاليده منذ ايام الفراعنة واجتمع أهل الديانات المختلفة من يهود ومسلمين وأقباط على الاحتفال بهذا اليوم.ويستهلك المصريون وفق الاحصاءات من 30 إلي 35 ألف طن «سمك مدخن ومملح» بما يشكل 60% من إجمالي ما يتم تصنيعه. في حين لا يتعدي استهلاكها طوال العام أكثر من 25% والباقي يتم تصديره للأسواق العربية. ويذكر المؤرخون طبقا لدراسة أعدها الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوي الاسبق بالأزهر الراحل ان الفراعنة كانت لهم أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، فإن سنتهم الشمسية التي حددوها باثني عشر شهرًا - ثلاثةَ فصول، كل منها أربعة أشهر، وهي فصل الفيضان ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد. ومن هذه الأعياد عيد النيروز الذي كان أول سنتهم الفلكية بشهورها المذكورة، وأسمائها القبطية المعروفة الآن.وكان من عادتهم في شم النسيم الاستيقاظ مبكرين، والذهاب إلى النيل للشرب منه وحمل مائِهِ لغسل أراضي بيوتهم التي يزينون جدرانها بالزهور. وكانوا يذهبون إلى الحدائق للنزهة، ويأكلون خضرًا كالملانة والخس، ويتناولون الأسماك المملحة التي كانت تصاد من بحر يوسف وتملح في مدينة (كانوس)، وهي أبو قير الحالية كما يقول المؤرخ (سترابون)، وكانوا يشمون البصل، ويعلقونه على منازلهم وحول أعناقهم للتبرك. ويرجع الباحثون الاحتفال بشم النسيم عند المصريين الى «إن أحد أبناء الفراعنة مرض وحارت الكهنة في علاجه، وذات يوم دخل على فرعون كاهن نوبي معه بصلة أمر بوضعها قرب أنف المريض، فشُفِي. وكان ذلك في بداية الربيع، ففرح الأهالي بذلك وطافوا بالبلد والبصل حول أعناقهم كالعقود ، وفي التاريخ المصري أن فرعون موسى واعد نبي الله على أن يدعو له السحرة في يوم “الزينة” وهو يوم شم النسيم ،و حيث خر السحرة لموسي ساجدين، ولهذا يحتفل اليهود بالمناسبة لشكر الله على نجاتهم من فرعون وقومه. وأطلقوا عليه اسم (عيد بساح) الذي نقل إلى العربية باسم (عيد الفصح) وهو الخروج. ويرتبط شم النسيم في الذاكرة المصرية بعض الكوارث لعلاشهرها غرق السفينة “دندرة” التي كانت تحمل مئات المصريين في طريقهم الى القناطر الخيرية للاحتفال بيوم شم النسيم، لكنه مع ذلك يظل مناسبة تجسد الوحدة الوطنية فهو عيد كل المصريين على اختلاف دياناتهم.