واشنطن - أ ف ب - أنهى وزراء المال وحكّام المصارف المركزية للدول الصناعية السبع الكبرى اجتماعهم أول من أمس في واشنطن بعد مناقشات استمرت أربع ساعات تقريباً. وقال وزير الخزانة الأميركي روبرت روبن ان الاجتماع شهد "مناقشات قوية وعظيمة الفائدة". واعتبرها "مهمة للغاية". ودعا البيان الختامي للمؤتمرين اليابان الى حفز نموها الاقتصادي عبر الطلب الداخلي على السلع والى التقليل من اختلال التوازن التجاري الخارجي لتصحيح قيمة الين. وأكد روبن ان وزراء المال وحكّام المصارف المركزية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ركزوا الجزء الأول من أعمالهم على الوضع الاقتصادي لليابان. وقال: "أجرينا محادثات جيدة في شأن الاقتصاد العالمي تركز معظمها على اليابان". وأضاف ان المدير العام لصندوق النقد الدولي ميشيل كامديسو أعطى رأيه حول الوضع الاقتصادي لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وكذلك حول وضع الدول التي طالتها الأزمة الآسيوية اضافة الى عدد من الدول النامية "التي يجب ان نركز اهتمامنا عليها". وأفاد البيان ان "التحديات التي تواجهها اليابان خطيرة، وقد تكثفت في الأشهر الأخيرة". مشيراً الى الاعلان الأخير عن برنامج اقتصادي ياباني "يرمي الى تعزيز الطلب الداخلي على السلع والاستهلاك في شكل أساسي". وستستمر الدول الصناعية السبع الكبرى في الاشراف على تطور أسواق الصرف و"في التعاون إذا اقتضى الأمر". وأكد البيان انه يتعين على أسعار الصرف ان "تعكس الثوابت الاقتصادية الأساسية وأن التقلب المفرط والاختلافات الكبيرة عن المعطيات الأساسية غير مرغوب فيه". كما ان الضغوط التضخمية يجب ان تبقى "تحت السيطرة، لكن الحذر يبقى ضرورياً للاستمرار في طريق غير تضخمي خصوصاً في الولاياتالمتحدةوبريطانيا". وشهدت أسعار الدولار تقلبات في طوكيو صباح أمس اثر أنباء عن تدخل بنك اليابان المركزي في السوق ووسط اعتقاد المتعاملين ان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لم تقدم تأييداً قوياً للين الضعيف. ونزلت أسعار أسهم طوكيو قليلاً وعكست سندات الحكومة اليابانية اتجاهها بعدما عجزت عن اختراق حاجز المقاومة الرئيسي. وقال خبراء اقتصاديون ان وزراء المال في الدول السبع ومحافظي بنوكها المركزية اتخذوا موقفاً دقيقاً في محاولة لمنع مزيد من الهبوط الحاد للين وعدم التسبب في زيادة حادة لقيمة العملة اليابانية. وقال روسيل جونز كبير الاقتصاديين في "ليمان براذرز" في طوكيو: "يبدو ان هناك اتفاقاً عاماً على ان لا أحد يريد انهيار الين وفي الوقت نفسه من غير المرغوب فيه زيادة مبالغة لقيمة العملة اليابانية". وكان الدولار ارتفع بادئ الأمر في نيويورك الى أكثر من 131 يناً. وقال بعض المتعاملين ان مجموعة الدول السبع فعلت الحد الأدنى المطلوب لمنع هبوط الين في شكل حاد لكنها لم تتفق على ضرورة التدخل المشترك لدعم العملة اليابانية. وهبطت الورقة الخضراء عند الظهر بشدة بعد شائعات عن تدخل بنك اليابان المركزي ومبيعات أخرى هوت به الى 50.130 ين من 30.131 ين لكنها انتعشت مرة أخرى بسبب شكوك عما إذا كان بنك اليابان المركزي قد تدخل حقاً أم لا. وبلغ سعر الدولار 88.130 ين من 90.129 في اقفال نيويورك أول من أمس. وفيما أعلن وزير الخزانة الأميركي روبرت روبن في مؤتمر صحافي انه لم تجر مناقشة تدخل مشترك لدعم الين قال ايسوكي ساكاكيبارا المسؤول الرفيع في وزارة المال ان بيان مجموعة السبع ترك الباب مفتوحاً لاتخاذ عمل منسق. وقالت وكالة أنباء "جيجي" اليابانية ان رئيس الوزراء الياباني ريوتارو هاشيموتو صرح أمس ان البيان يظهر ان مجموعة السبع ستؤيد جهود اليابان لمنع هبوط شديد للين. واتفق معه في الرأي بعض الخبراء الاقتصاديين. وقال برونين كورتيس كبير خبراء الاقتصاد الدولي في مؤسسة نومورا انهم حقاً لا يريدون المزيد من الهبوط للين لأنه يزعزع آسيا. وأضاف كورتيس ان التدخل المشترك امر محتمل ولكن لن يتم ذلك إلا إذا شعرت السلطات ان أحوال السوق مهيأة لنجاح مثل هذا التدخل، "وإذا تدخلوا جميعاً فلا بد ان ينجحوا". وختمت اسهم طوكيو جلسة الصباح منخفضة انخفاضاً طفيفاً مع قلق المستثمرين في شأن مستقبل الاقتصاد وما تنوي الحكومة فعله. ومثل مجموعة السبع فإن المتعاملين ورجال الأعمال اليابانيين يريدون ان تسارع السلطات اليابانية الى تنفيذ الخطوات الاقتصادية الموعودة. وفي جلسة التعامل الصباحية انخفض مؤشر نيكاي المؤلف من 225 سهماً ممتازاً 73.65 نقطة او 40.0 في المئة الى 57.16233 نقطة. وفي وقت سابق من الجلسة هوى المؤشر حتى مستوى 86.16186 نقطة. ونزلت العقود الآجلة للمؤشر لشهر حزيران يونيو 250 نقطة الى 16100 نقطة. واثر الهبوط الحاد لمؤشر نيكاي على الين. لكن السوق كانت حذرة ازاء تدخل محتمل من بنك اليابان المركزي. ونوّه البيان الختامي بالتوسع القوي للاقتصاد في أميركا الشمالية وفي بريطانيا. وقال ان النمو في المانيا وفرنسا وايطاليا "قويت خطاه في 1997 ومن المتوقع ان يزداد قوة في السنة الجارية". وقالت مجموعة السبع انها ترحب بالتقدم الذي تحقق نحو اعادة الاستقرار المالي في آسيا وأنها تشعر بتفاؤل من جراء علامات على ان أسواق رأس المال يجري اصلاحها في بعض الدول. وحث البيان اندونيسيا التي تتلقى الآن برنامج انقاذ دولي ضخم على ان تتحرك "بنشاط وبكل قوة" من أجل تنفيذ الاصلاحات.