كان الموج الآتي من شاطىء أريتريا يلطم صخور أرخبيل حنيش - زُقر، ويرد الموج الآتي من شاطىء اليمن فيغسل حجارته البركانية فيما مياه البحر الأحمر صاخبة عاتية... عندما ظهرت امامي جُزر الأرخبيل تنظُر نحو الخوخة والحُديدة اليمنيتين، ثم تَعْدُل وتُحدق في مدينة عصب الاريترية لفترة اخرى. وبدت كأنها تتمنى لو كان في استطاعتها النُطق والحصول على "حق تقرير المصير" لتُعلن حقها هذا في الانتماء الى اي من اليمن او اريتريا او ربما المناصفة بينهما... أو الاستقلال عنهما! لكن الحجارة لا تنطق، ولا أمواج البحر الاحمر. وستقرر محكمة دولية خلال اقل من شهر، في أيار مايو المقبل، مصير هذه الجزر وتابعيتها، بعدما عقدت على مدى نحو عامين ونصف عام سلسلة من الجلسات، على بعد آلاف الاميال عن البحر الاحمر، في باريسولندن، لحسم نزاع على ملكيتها. ومن لندن بدأت رحلة "الحياة" الى هذا الارخبيل الذي لم يزره أي صحافي عربي او اجنبي منذ بداية النزاع في كانون الاول ديسمبر 1995، تفاصيل الرحلة صفحة 7.