السيد المحرر، تحية طيبة، نشرت "الحياة" على ثلاثة أيام 2 و3 و4 نيسان/ ابريل 98 دراسة للدكتور عبدالمحسن التويجري عن الثقافة العربية الاسلامية، ولي بعض الملاحظات. ان ما نحتاج اليه ليس الفخر بالماضي، او التباهي بمكونات الثقافة النظرية التي لا ترتبط بالواقع الذي نعيشه بل نحتاج لدراسات واقعية تقوم بتشخيص أمين للمشكلة وتحديد أسبابها، ثم نقترح الحلول لها. فالرجوع للماضي والجذور، يكون، فقط، لمعرفه اسباب المشكلة وهل لها جذور في الماضي. وماذا عن الرواسب المترسبة من الجاهلية التي لم نتمكن من التخلص منها حتى اليوم القبائلية والعشائرية، والوثنية أليس كل هذا من أسباب تخلفنا في الحاضر، وكل ذلك ما زال موجوداً حتى يومنا هذا؟ واختلاف "الخطاب عن الواقع" وعن السلوك.. أليس هذا من اسباب أو نتيجة للازدواجية وانفصام الشخصية؟ اذا كانت الثقافة سلوكاً والعلم معرفة، فلا شك ان الثقافة تؤثر على العلم بل تسبقه وتقوده. فالحضارة مضمون أوسع فهي تشمل العلم والثقافة معاً والثقافة تدفع بالحضارة للأمام لتكون اكثر انسانية وعدالة، وقد يحدث العكس أيضاً. كل ما أود ان أقوله واعتقد بأنه ضروري، هو ان ترتبط أبحاثنا بالمجتمع الذي نعيشه، والغوص في اعماقه وأن يكون رجوعنا للماضي استثناء، وللاستشهاد، ولمعرفة جذور المشكلة وأصلها. فحلّ مشاكلنا لن يكون باستدعاء الماضي بل بالتخلص مما تبقى منه من رواسب، الحلول دائماً توجد من الحاضر للمستقبل.