ذهبَ البحرُ الى الليلِ... ونامْ ذهبت قانا... الى عش الحمامْ ذهبت بيروت للماضي، ومدت يدَها فوق خَصرِ البحرِ فاسترخى... وناما في سلامْ ذهب الطفلُ الى مريمَ... أعطاها دمَ الوادي ورمانةَ تشرينَ وتينَ الصيف أعطاها فتات الفجرِ في قانا بقايا الحلْم للأطفال، أعطاها دُمى مبتلةً بالدمع فاستعصى على مريم أنْ تبكي وأنْ تحكي، فمدَّتْ يدها فوق خَصرِ البحرِ فاسترخى... وناما في سلامْ ذهب الطفلُ الى زينبَ أعطاها اللظى وأقاليم الندى ومروج الزنبقِ الصيفيِّ والعطر السماويَّ وتفاح الجنوبْ رحلت زينبُ في يومٍ ربيعيٍّ الى الموتِ وطارتْ للغمامْ زينبٌ طارتْ ومدت يدَها فوق خصرِ البحرِ فاسترخى... وناما في سلامْ ذهب الطفلُ الى الشرق، دخانُ الشرقِ، من بغداد يمتد الى الماضي ومن بيروت للحاضر من قانا الى المستقبلِ المبهمِ مثل الروحِ، صار الصمتُ أشجاراً، وصار البَرَدُ النازلُ في نيسانَ قمحاً أرجوانياً، أنا شاعرٌ يرسمُ فوق الحقلِ إنساناً يموتْ وعلى جثته وردةُ قانا وبعيداً عنه في تلك البيوتْ: مريمٌ زينبٌ نسخةٌ "للعشاء الأخيرِ"، وقانا على المائدة جثةٌ هامده