كانت العاصمة البريطانية قبل أيام على موعد مع "اسبوع البادية الاردنية" الذي افتتحه ولي العهد الاردني الامير الحسن بن طلال في فندق "دورشستر" بمشاركة حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية البريطانية والعربية... وذلك في اجواء تذكر بالبادية الساحرة المتواجدة على بعد ألوف الكيلومترات من لندن الباردة. وركز الامير حسن كلمته على برنامج تطوير البادية الاردنية التي تحتل حوالى 80 في المئة من مساحة المملكة الاردنية، مؤكداً ان المشروع الذي دشنه في العام 1992 سيظل في طليعة اهتماماته. واضاف يقول ان فكرة تنمية البادية تعتمد على تطوير نوعية الحياة فيها مع المحافظة على تراثها واصالتها. وقال ولي العهد الاردني ان العاهل الاردني الملك حسين سبق وأعلن عن تبرع المملكة بمبلغ مليون دينار لدعم المشروع الذي جاء هذا المعرض للترويج له والتعريف به. ويذكر ان الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية والمجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا في الاردن شاركا في تنظيم هذا المعرض الذي شهد ايضاً مزاداً علنياً من أجل جمع التبرعات لهذا المشروع الحيوي. لكن بعيداً عن هذه النشاطات الرسمية، فوجئ الحضور الذين بلغ عددهم حوالى 400 مدعو ومدعوة من البريطانيين والعرب عند وصولهم الى قاعة الاحتفال بوجود العديد من السيدات الاردنيات اللواتي ارتدين الازياء الشعبية التقليدية في لفتة فولكلورية حظيت باعجاب الجميع، ونقلت الى الفندق البريطاني الفخم بعضاً من اجواء البادية الاردنية العريقة. وكان وجود هذه الازياء العريقة التي تغطي مختلف المناطق الاردنية، الحضرية والبدوية على السواء، على خلفية معرض اقيم في مقر الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية عن اشكال الحياة البدوية الاردنية وفنونها الشعبية وحرفها اليدوية... وخيمة بدوية بكامل اغراضها ومعداتها! اما مجموعة الازياء التقليدية التي استقبلت الحضور فهي من مجموعة وداد قعوار للأزياء والاكسسوارات الشعبية التي تغطي الاردنوفلسطين خلال القرون القليلة الماضية، وقد تمكنت السيدة قعوار من جمعها في جهد استغرق منها اكثر من خمس وثلاثين سنة بحيث اصبحت الاهم من نوعها ليس على مستوى المنطقة العربية بل على مستوى العالم ايضاً. وجاءت ازياء هذه الامسية من مناطق اربد والرمثا وام قيس وعجلون وجرش والسلطة ومأدبا ومعان وكرك وكذلك من عشائر بني صقر وعدوان. ولكل منها مميزات خاصة تبرز في التفاصيل وليس في الاتجاه العام الذي يظهر تواجداً في فلسطينوالاردن وسوريا ولبنان. عدسة "الحياة" كانت في تلك الحفلة، وعادت بهذه اللقطات لبعض من الازياء الفولكلورية الاردنية التي تعكس التقاليد التراثية في منطقة ما تزال تحافظ على اصالتها الشعبية في مواجهة المدّ المديني الطاغي!