ناشد رئيس مجلس الادارة المدير العام لتلفزيون لبنان الرسمي جان كلود بولس الرؤساء الثلاثة "إقرار الحلول النهائية المقترحة والمرفوعة الى مجلس الوزراء لانقاذه من محنته"، عشية استحقاق دفع الرواتب نهاية الشهر الجاري والذي قد لا يحصل، لكنه أكد انه لن يرد على السلبية بالسلبية اي بالاستقالة من منصبه. جاء كلام بولس في مؤتمر صحافي عقده في احد استوديوهات "تلفزيون لبنان" وبثّ مباشرة على الهواء. واستهله بالاشارة الى "ان هذا الاستديو جهّز لاستخدامه فضائياً لكننا لم نفعل الى الآن". وقبل تلاوة بيانه، عرض بولس شريطاً مصوراً عن مقابلات أجريت مع وزراء ونواب عن موقفهم من "تلفزيون لبنان" أجمعت على "ان الغاءه هو الغاء للبنان، وهو تلفزيون وطني وهو وسيلة اعلامية رائدة وهو أساسي وضروري". وأشار بولس الى ان مشكلة دفع الرواتب تتكرر منذ سنتين، ولخّص الازمة المالية التي يعانيها التلفزيون بالآتي: خسائر كبيرة تعرض لها بسبب الحرب اللبنانية وما نتج عنها من سلبيات وفلتان أمني واعلامي وقيام مؤسسات تلفزيونية خاصة منافسة، الغاء الحق الحصري حتى السنة ال2012 من دون مقابل ما رتب خسارات كبيرة تقدر بنحو بليون دولار اميركي، الطلب من تلفزيون لبنان اسقاط الدعاوى التي كان ربحها ضد التلفزيونات الخاصة، انخفاض مداخيل الاعلانات وارتفاع اسعار البرامج وكلفة الانتاج بسبب قيام التلفزيونات الخاصة المنافسة، زيادة ساعات البث وبالتالي ارتفاع عدد الموظفين بناء على طلب من الدولة اللبنانية عام 1995، تحويل الرواتب من الليرة اللبنانية الى الدولار الاميركي بناء على طلب من وزارة الاعلام والدولة اللبنانية عام 1993، ارتفاع الديون وكلفة خدمة الدين، تلفزيون لبنان تلفزيون رسمي وعام تفرض عليه قيود لا تفرض على التلفزيونات التجارية الخاصة". ثم عرض طريقة الصرف في التلفزيون ولخّص وصفه بالقول "ديون متراكمة، سيولة مفقودة ومصاريف كبيرة". وتابع "كل طلوع شمس يدفع التلفزيون 11 ألف دولار فوائد ديون متراكمة". واكد "ان الاعلانات لا يمكنها تغطية المصاريف لان ما كان يعتبر في الماضي مردوداً لتلفزيون لبنان اصبحت كل المحطات التلفزيونية تتقاسمه، ومبلغ 30 مليون دولار الذي هو مردود سوق الاعلان اصبح خسارة للجميع". وتحدث عن المعالجات الجزئية التي تمّ اللجوء اليها لتوفير المصاريف لجهة الغاء برامج وتقليص أكلاف اخرى، حتى ان البعض يعمل من دون مقابل في انتظار الحل". وكان مجلس نقابة مستخدمي تلفزيون لبنان استبق بولس باصدار بيان استغرب فيه اعلان عدم توافر رواتب المستخدمين قبل اسبوع واحد من نهاية الشهر. ورأى "ان هذا الوضع يتحمل مسؤوليته من أوصل الوضع المالي في تلفزيون لبنان الى هذا المأزق، وسبق ان حذّرنا من مغبة الوصول اليه نتيجة تراكم الاخطاء والممارسة منذ سنوات من دون مواجهة المعنيين لها بالشكل الجدّي والمسؤول".