توج الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان محادثاته في لبنان بلقاء رئيس الجمهورية الياس الهراوي نحو ساعة، في حضور وزير الخارجية فارس بويز. وبحث الجانبان في تطورات الوضع في الجنوب ومصير عملية السلام في الشرق الأوسط. ثم أقام الهراوي وعقيلته السيدة منى مأدبة غداء تكرياً لأنان وزوجته ناني، شارك فيها الرئيسان نبيه بري ورفيق الحريري وعقيلتاهما وعدد من الوزراء والنواب وسفراء الدول الاعضاء في مجلس الأمن، وعدد من ممثلي منظمات الأممالمتحدة في لبنان. وبعد الغداء عقد اجتماع في قاعة مجلس الوزراء في قصر بعبدا بين انان والوفد الدولي والوزراء وليد جنبلاط وشوقي فاخوري وبشارة مرهج وفؤاد السنيورة وأيوب حميد وأكرم شهيب والأمين العام لوزارة الخارجية ظافر الحسن ومدير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية السفير وليد نصر ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، وتركز على الشأن الاجتماعي والتعاون مع الأممالمتحدة والقضايا التي هي في حاجة الى معالجة مشتركة، وعلى مجمل المواضيع الانمائية التي تسهم فيها الأممالمتحدة، وخصوصاً موضوع بعلبك - الهرمل الذي اخذ حيزاً مهماً من البحث، اضافة الى موضوع المهجرين والتنمية الادارية والاصلاح الاداري. ووصف بويز زيارة أنان بالتاريخية وقال: "ان انعكاساتها لا تخفى على احد وتوقيتها استثنائي لأن المنطقة تمر في حال جمود. واطلعنا الأمين العام على ان جولته استكشافية، وبدورنا اطلعناه على موقفنا من عملية السلام التي تفرغها اسرائيل من مضمونها". وأضاف: "ناقشنا مشكلة المعتقلين في السجون الاسرائيلية وطلبنا من الأمين العام تشكيل لجنة لمتابعة الأمر والسعي الى الافراج عنهم، وبحثنا في قضية اللاجئين الفلسطينيين، وخفض موازنة اونروا وما يشكله هذا الأمر من خطر على الوضع الصحي والتربوي للاجئين، كذلك ناقشنا مسألة التعاون مع مؤسسات الأممالمتحدة كافة". وزاد: "ان المواقف كانت متطابقة تقريباً في ما بيننا، والسيد انان يدرك سلبية اسرائيل وهو مطلع على خلفية سياسة بنيامين نتانياهو، وبرز تفاهم بيننا من ناحية ثانية على تشجيع الخدمات للاجئين الفلسطينيين من دون التطرق الى توسيع المخيمات سطحياً وأفقياً". وختم: "عبر انان لنا في وضوح انه لن يزاحم الولاياتالمتحدة في دورها كراعية لعملية السلام وهو سينتظر ان تدعوه واشنطن الى دور ما. وبعدما سألنا عن تصورنا حيال القرار 425 واعطيناه ذلك، وعدنا انه بعد الاتصال بالاسرائيليين سيوافينا بالجديد اذا وجد نقاطاً مشتركة لعرضها علينا". في الجامعة الأميركية وفي الخامسة مساء، عقد انان لقاء في الجامعة الأميركية في بيروت بدعوة من برنامج الأممالمتحدة للتنمية مع طلاب من الجامعات في لبنان والمنظمات والجمعيات الأهلية. بعد كلمة ترحيبية من مدير برنامج الأممالمتحدة الانمائي في لبنان روس ماونتن، ادار السفير السابق رياض طبارة النقاش وتحدث انان مرحباً "بالوجوه الشابة" قائلاً: "انتم قادة القرن المقبل وانني مسرور بمشاركتكم". ثم تحدث عن حوار اجراه مع طلاب جامعة طهران عن اهمية حقوق الانسان وعالميتها، مؤكداً ضرورة احترام الآخر، ومحذراً من ان التطرف يولد الكراهية، وتحدث عن "الديبلوماسية الجديدة" التي اتبعت في العراق، وأمل برؤية مثلها في أمكنة أخرى. وقال ان حقوق الانسان لا تمنح "فنحن ولدنا متساوين ويجب ان نبقى كذلك ... ان القضايا التي تهم الأممالمتحدة هي قضاياكم ايضاً، الأرض ليست ملكنا انها للأجيال التي تأتي بعدنا". وعدد قضايا ذات اهتمام مشترك في القرن الحادي والعشرين. وقال انها قضايا لا يمكن الحكومات وحدها ان تعالجها مهما كانت قوية، فلا دولة محصنة، هناك مشكلات من دون جواز سفر، لذلك فكل دولة في حاجة الى الأممالمتحدة". وتحدث عن ضرورة احداث تغيير داخل المنظمة الدولية للتمكن من مواكبة التحديات ومواجهتها. كما تحدث عن نهوض لبنان من بين الدمار، وأكد استعداد الأممالمتحدة المساهمة في بناء مستقبل هذا البلد، ودور الشباب "في التغيير بعد سنوات من الحرب والانقسام، وفي بناء مجتمع أقوى هو الأفضل لأولادكم أنتم". واقترح ان يتحول الحوار محادثة مع الشباب فانتقدت طالبة باسم جامعة البلمند وضع الأممالمتحدة التي لا تستطيع صنع القرارات وانما تنفذها، فشدد انان على مسؤولية كل فرد لاحداث التغيير، وقال ان "على الأممالمتحدة بذل المزيد من الجهود لأننا في السابق كنا نعتمد على الحكومات وعندما نتحد يمكننا ان نغيّر". وعن جامعة "هايكازيان" تحدث طالب عن معاناة الشعب العراقي في ظل العقوبات المفروضة عليه وسأل: أين السلام والتنمية في كل ذلك؟ فرد انان: "ان التركيز يتم على رد الفعل لا على الفعل"، شارحاً تطورات المسألة العراقية منذ العام 1991 وآملاً أن يحقق التعاون مع قرارات الأممالمتحدة رفع العقوبات وعودة العراق الى الأسرة الدولية. وعن "المنظمات الأهلية اللبنانية" سألت احدى السيدات عن أثر الفيتو في قرارات الاسرة الدولية والى متى ستبقى اسرائيل والولاياتالمتحدة في جهة والعالم في جهة أخرى.