يدرك شوقي شيخاني جيداً انه سيواجه تحديات كبيرة في عالم بطولة التحدي لسيارات فيراري - بورش على الحلبات الاوروبية لأنها بمثابة بطولة العالم لهذه الفئة. ويَعِد شيخاني 36 عاماً باعتلاء منصة الفوز مرة واحدة على الأقل، معتبراً ان هذه المنافسة خطوة على طريق الألف ميل للمشاركة مستقبلاً في سباق 24 ساعة لومان الفرنسي الشهير. وهو حلم يدغدغ مخيلة ووجدان المتسابق اللبناني المقيم في ألمانيا منذ نحو 15 عاماً. بدأت سباقات فيراري - بورش مطلع التسعينات في هولندا، وانتشرت لاحقاً في بلدان اوروبية اخرى، وباتت تتمتع بشعبية كبيرة مصدرها عشاق رياضة السيارات وعشاق سيارات فيراري وبورش تحديداً، فيحتشد لحضور كل جولة من جولاتها اكثر من 80 الف متفرج، وتقام على حلبات سباقات الفورمولا واحد. من هؤلاء العشاق شوقي شيخاني مهندس ميكانيكي تدرّب عند اوتنغير الاختصاصي في اعداد المحركات وسيارات السباق. يزاول تجارة السيارات بين ألمانيا وبعض البلدان الاوروبية ومنها فرنسا، وينفق اموالاً طائلة على هوايته المحببة. عرف شيخاني منافسات السيارات في لبنان خلال عقد الثمانينات حين كان يشارك في سباقات السرعة تسلق الهضبة على متن "اودي 80". وفي كأس فيراري - بورش المعروف بسباقات التحدي، فوجئ المشاركون الاوروبيون بقادم عربي يقارعهم في عقر دارهم ضمن سباقات كانوا يعتقدون انها حكر عليهم... المرحلة التحضيرية لكن شيخاني اعتبر الموسم الفائت عاماً تحضيرياً قبل ولوج الابواب المشرّعة على منافسات حامية الوطيس ملتهبة المراحل. العام الماضي، اقتنى شيخاني سيارة بورش كان يملكها البطل فالتر روهرل، وشارك في أولى مراحل البطولة، التي أجريت على حلبة زولدر في نيسان ابريل... والنتيجة تعرضه لحادث خرج منه سالماً وتحطمت السيارة... وغاب شيخاني عن سباق زاندفورت الهولندي الدولي، وعاد ليقود سيارة جديدة بورش 993 بدءاً من السباق الألماني على حلبة نوربوغرينغ محققاً النتائج النوعية، وبات منظر سيارة بورش تحمل علامة "C.C" الحرفين الأولين من اسمه مألوفاً بين السيارات الساعية الى موقع في الطليعة... وصحيح ان آماله خابت في السباق الاول بعد عودته، بسبب عطل طرأ على دواسة ضخ الوقود، ولكن شيخاني تمكن من لفت الانظار لاحقاً وخصوصاً في سباق سبافرانكورشان البلجيكي باسلوب قيادة لافت، اكد ان فريق كافالينو الهولندي لم يخطىء حين ضمه الى صفوفه معوّلاً عليه في تحقيق الانجازات المنتظرة. آلة تصوير ليوروسبور في سيارته أدلى شيخاني بمعلومات وتفاصيل ل "الحياة" عن موسمه التحضيري وبرنامجه المقبل، واعتبر ان سباقات كأس فيراري بورش في تطور مستمر، "خصوصاً انه يتم بث مجرياتها بواسطة شبكة يوروسبور عبر الاقمار الاصطناعية، الامر الذي شجع الممولين لدخول ساحاتها. والشبكة المذكورة وضعت احدى آلات التصوير خلال السباق البلجيكي في سيارتي، ما زاد من مسؤوليتي وبالتالي حماستي لتحقيق نتيجة متقدمة وكيلا أخيّب ظن فريق التصوير". ويتذكر شيخاني لحظات مثيرة واجهته في هذا السباق، "في ظلّ الاحوال الجوية السيئة قررت اتخاذ قرار حاسم بعد توقف الامطار عن الهطول قبل بداية السباق بنصف ساعة، اذ وجدت انه من الانسب تركيب اطارات ملساء للسيارة معتمداً على ان الحلبة ستجف بعد لفات عدة من نقطة البداية. في وقت استعمل الجميع الاطارات المخصصة للطرقات المبللة...". ويضيف شيخاني "شكّل هذا الاختيار عائقاً في تقدمي في اللفات الخمس الاولى حين كانت الحلبة لا تزال مبللة بالماء.. ومن ثم تمكنت من التقدم بمعدل ثوانٍ قليلة في كل لفة، وبلغت المركز الثامن من بين 33 متسابقاً... وقرر المنظمون ايقاف السباق قبل نهايته بثلاث لفات بسبب الحوادث التي حصلت خلاله، الامر الذي منعني من التقدم اكثر من ذلك، اذ كنت احقق اوقاتاً متقدمة مع مرور اللفات، وقد سجّلت ثالث أفضل توقيت مباشرة قبل ايقاف السباق...". يأمل شيخاني ان تستقطب مشاركاته المقبلة اهتمام الممولين، ولا سيما انه ينافس ضمن فريق كافالينو العريق الذي اشتهر بتحضير سيارات الفورمولا 3 ومحركات سيارات ميتسوبيشي ضمن بطولة العالم للراليات. ويفاخر بانه اصبح زميلاً للمتسابق الهولندي برت بلوك حامل اللقب". ووجود الممولين ضروري في هذا النوع من الرياضة "سيارتي الجديدة التي شاركت على متنها في جولات 1997 تخضع لتعديلات ميكانيكية جذرية وفي الهيكل أيضا والعجلات التي ستصبح أعرض، وستكون جاهزة في 20 آذار مارس المقبل، لأبدأ التجارب، وهي بمثابة هدية في عيد ميلادي...". وسيارة شيخاني من المجموعة "أ" ستقارب قوتها ال500 حصان كما أوضح لنا.. وتقدّر الموازنة المخصصة لخوض السباقات بأكثر من 600 الف مارك ألماني. ستجهز سيارة شوقي بواحد من أقوى محركات بورش المزود بأسلوب شفلر للدفع من دون توربو 9500 دورة، "وهو من أفضل أساليب الدفع خصوصاً عند المنعطفات ما يجعل السيارة تقارب في قوتها السيارة ذات المحركات الاكبر، والمزودة بجهاز ب توربو 7500 دورة، والتي تتطلب فرملة أقوى وتخفيف السرعة عند المنعطفات، ما يعيقها في الاندفاع. هكذا استطيع كسب الثواني ولا سيما على الجوانب المستقيمة من الحلبة حيث تفوق السرعة ال280 كلم في الساعة". في النهاية يتطلع شوقي شيخاني الى احراز النتائج الجيدة "لانها المكافأة الحقيقية وخير تعويض على الجهد المبذول والمصاريف الباهظة، فعندما نحقق مكسباً ميدانياً ننسى كل التعب وكل المعوقات ويتحول كل تفكيرنا الى السعي نحو التطوير المنشود والارتقاء على سلم الانتصارات".