إلى محمد اليحيائي وحمد المعشري 1 - ترتيب شؤون المدينة ... وحين يهبط الظلامُ فوق مسقطَ القديمهْ وتسكنُ البيوتُ كالحمائمِ البيضاءِ في معاطفِ الجبالْ يدور سالمُ المجنونُ حاملاً أقفالهُ ليقفلَ البيوتَ خلفَ ساكنيها ويمنعَ الأطفالَ من تسلّل الأمواجِ في فراشهم ... ... وحينَ يفتحُ الصباحُ جفنه وتخرجُ الجبالُ من ظلالها ويطلقُ الغرابُ، ناعقاً، نفيرهُ الأخيرْ يعودُ سالمُ المجنونُ كي يحرّر البيوتَ من عقالها ويطلق الرجالَ نحو البحر ... ... وكان سالمُ المجنون مولجاً برحلةِ الطيور في الفضاءْ ورحلة الماعز في الشعابْ وعن مسيلِ الماءِ في الأفلاج والهواء في الشَجَرْ وعن تحرّكِ الظلالْ وحينما يثورُ بحرُ مسقطَ القديمُ حتى يبلُغَ الجبالْ يردّهُ بنظرةٍ الى شواطئ الأمانْ يرتّبُ الأسماك في الخليجِ والبخورَ في اللُبان. 2 - بحر مسقط يا بحرَ مسْقَطَ، لو رددتَ سفينةً لركبتُ نحوك مركبي من صورِ ودخلتُ في الظلماتِ مختلطاً بها مثل اختلاطِ النورِ في الديجورِ جَسَدي كألواح السفينةِ عائمٌ ودمي يخُطّ خرائطَ المقدورِ يا بحرَ مسقطَ لا عَلَتْكَ سحابةٌ إن لم تَلِنْ للمركبِ المسحورِ لي موجتانِ على المياهِ وموجةٌ في البرّ تحمل طفلةَ البخّورِ زوّجتُها شَغَفَ الغريبِ، وخوفه، خلف البحارِ، ولوعةَ المقهورِ. مسقط 10/2/98