بغداد، ميامي - أ ف ب، رويترز - اتهمت بغداد امس الولاياتالمتحدةوبريطانيا بالسعي الى نسف مذكرة التفاهم مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وخلق أزمة جديدة لتبرير ضربة عسكرية للعراق، فيما أعربت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت عن تفاؤل حذر بامكان حصول خبراء اللجنة الدولية المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية على حرية عمل كاملة خلال اداء مهمتها. وأعربت صحيفة "الجمهورية" العراقية الحكومية عن اعتقادها بأن "الولاياتالمتحدةوبريطانيا تعملان حالياً على عرقلة انهاء عمل لجان التفتيش في المقرات الرئاسية من خلال ترك ثغرات تسمح بارتكاب تجاوزات من قبل أفراد في اللجنة من أجل تفجير أزمة جديدة تستغلها أميركا لتوجيه ضربة شاملة فورية كما هدد الرئيس بيل كلينتون وغيره". واتهمت الصحيفة واشنطن ولندن بأنهما تريدان "تهميش" دور الأمين العام للأمم المتحدة لجعله مجرد "شاهد"، ودعت باريس وموسكو وبكين الى "رفض مطالب أميركية" تهدف الى "تقييد الأمين العام للأمم المتحدة وتهميش دوره في التعامل مع العراق من خلال وضع قيود عليه ينص عليها قرار من مجلس الأمن" والى "تضمين القرار عبارة خرق مادي لقرار وقف اطلاق النار ليستغل في القيام بعمل عسكري أحادي الجانب وفوري". وكانت روسيا وفرنسا والصين وعدد من دول حركة عدم الانحياز اعربت الجمعة الماضي عن معارضتها لادراج هذه الفقرة في مشروع قرار قدمته بريطانيا الى مجلس الأمن اول من أمس. وحذر وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف من "استفزازات" يمكن ان تعيد التوتر من جديد. وقال: "لنفترض مثلاً ان اللجنة الخاصة وعلى رأسها ريتشارد بتلر وصلت وقال لها العراقيون تفضلوا وزوروا ما تريدون من مواقع، لكن بتلر يرد انهم لا يدعونه يدخل… هذا شيء يجب ألا يحدث". وأضاف انه يعتقد ان الرئيس العراقي صدام حسين سيحترم الاتفاق. وقال: "هذا رأيي الشخصي، وما أملكه من خبرة يؤكد لي ان صدام حسين سيحترم التزاماته". ومن جهتها أعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن تفاؤل حذر بإمكان عمل اللجنة الدولية في حرية كاملة. وقالت، في عشاء عمل سياسيين ورجال أعمال في ميامي مساء أول من أمس: "ان تراجع العراق عن شروطه في عمليات التفتيش يمثل خطوة الى امام بالنسبة الى سياستنا لاحتواء الخطر الذي يمثله الرئيس صدام حسين. العراق أعلن تعهداً بالتزام قرارات الأممالمتحدة وتوفير حرية دخول المواقع بشكل كامل لمفتشي الأممالمتحدة". وأضافت: "أعرف ان هناك الذين يريدون رفض هذا الاتفاق وبدء القصف غداً. ولكن لا اعتقد ان غالبية الشعب الأميركي تريد ذلك. وانني متأكدة من ان العالم لن يتفهم ذلك ولن يقبله". ورداً على سؤال من الحاضرين قالت اولبرايت: "هذا الاتفاق ابرم أمام العالم كله واذا تراجع صدام عنه فلا يوجد شك في حقيقة ان القوة هي السبيل الوحيد الذي سيتم اللجوء اليه"، معربة عن ارتياحها لايضاحات بتلر "انه سيستمر مسؤولاً عن العملية وأن عمليات التفتيش سيقوم بها مفتشون محترفون وأنه هو الذي سيسلم التقارير التي تعدها هذه المجموعة وأنه ستكون له ما نسميه بالسيطرة العملية" على عمليات التفتيش.