قد يكون الحرص الشديد الذي يبديه الفيلسوف كارل بوبر من أجل اعلاء شأن النقد وجعله منهجاً في البحث والمناقشة والاختبار، هو الذي دفع البعض الى وصف أعماله ونصوصه بأنها صيغة لممارسة الحرية المعرفية بحيث تتحقق هذه الحرية في أفعال قائمة على قدم وساق. وثمة ما يدل بالفعل على أن الفيلسوف الناطق بالألمانية أصلاً، والمولود عام 1902 في فيينا عاصمة النمسا والنازح في عام 1937 الى نيوزيلندا قبل استقراره منذ عام 1945 في لندن، ما يدل على أنه يتفادى قدر الامكان التضحية بالحس النقدي كرمى لعيون نظمة فكرية برأسها تزعم الاستيلاء على مقاليد القول الفصل والنهائي في هذا الشأن أو ذاك من شؤون المعرفة وتقصي الحقائق العلمية والفلسفية. ومع أن كارل بوبر، المتوفي عام 1994، ذاع صيته واشتهرت أعماله في العالم الأنغلو - سكسوني، فإنه بقي في فرنسا ولفترة طويلة مجهولاً وغفلاً أو مهمشاً في أحسن الأحوال. والكتاب الصادر مؤخراً بالفرنسية عن دار "أكت سود" في باريس بعنوان "كل حياة هي حل لمشكلات" يستكمل مشروعاً الى التعريف والاستئناس، فرنسياً، بنصوص وأفكار بوبر. قبل تناول هذا الكتاب تجدر الاشارة الى أنه صدر للمرة الأولى بالألمانية عام 1994، وهو يتضمن مجموعة محاضرات ألقاها بوبر بين عام 1958 وعام 1993. وقد انتهى الفيلسوف من إعداد مؤلفه هذا للنشر قبل وفاته بقليل في أيلول سبتمبر 1994 في احدى ضواحي العاصمة البريطانية. ويعتبر بوبر عمله هذا امتداداً واستكمالاً لمؤلف آخر صدر عام 1984 بعنوان "بحثاً عن عالم أفضل" واحتوى على نصوص محاضرات ألقاها الفيلسوف طوال ثلاثين عاماً. والمحاضرات التي يشتمل عليها الكتاب الصادر عام 1994 بالألمانية تتوزع على مدارين كبيرين، الأول يتعلق بعلوم الطبيعة والثاني يتعلق بالتاريخ والسياسة. أي ان الكتاب الأصلي ينقسم الى جزأين الأول بعنوان "مسائل حول معرفة الطبيعة" ويحتوي على نصوص ست محاضرات، والثاني يحتوي على عشر محاضرات وهو بعنوان "تأملات فكرية في التاريخ والسياسة". والكتاب الصادر مؤخراً في باريس والواقع في 167 صفحة، انما هو النسخة الفرنسية للقسم الأول من الكتاب الأصلي، وهو القسم المتعلق بمعرفة الطبيعة، وهذا ما يبرر وضع عنوان فرعي على غلاف الترجمة الفرنسية وهو "مسائل حول معرفة الطبيعة". على امتداد المحاضرات الست الدائرة على علوم الطبيعة ونمط اشتغالها، يظل الفيلسوف كارل بوبر متشبثاً بما يعتبره نقطة انطلاق علوم الطبيعة والعلوم الاجتماعية كذلك، اذ أن هذه العلوم تنطلق كلها، بحسب بوبر، من مشكلات. أي انها تنطلق من واقعة أن ثمة شيئاً يثير دهشتنا حين ننظر الى أشياء العالم ومعالمه، كما كان يقول فلاسفة الاغريق. ولحل هذه المشكلات تستخدم العلوم المنهج ذاته الماثل في الحس المشترك، أي منهج المحاولة والخطأ. ولتفسير ذلك يستعين بوبر بترسيمة تتضمن ثلاثة مستويات. المستوى الأول يتعلق بتعيين المشكلة، والثاني بمحاولات حلها، والثالث بالحذف والالغاء، وهو حذف يطاول بطبيعة الحال المحاولات الفاشلة بعد اكتشاف أوجه الخطأ فيها. والترسيمة هذه تظل في صورة النواة المنهجية التي يعمل عليها بوبر متوسطاً فيها أو مضيفاً اليها مستويات وعناصر من ذات النسيج المنطقي، كلما اقتضى الأمر. واشتغال المستويات الثلاث، اضافة الى جواز الانتقال من واحد الى آخر، يفترض الاقرار والاعتماد على المنهج النقدي، اذ بدونه يتعذر تحقيق البحث ووصوله الى نتائج وحلول ستصبح بدورها مشكلات لدى باحثين لاحقين. والمنهج النقدي وحده يفسر، بحسب بوبر، النمو السريع والهائل للشكل العلمي للمعرفة. وكل معرفة ما قبل علمية انما هي معرفة دوغمائية، و"مع ابتكار المنهج اللادوغمائي، اي المنهج النقدي، يبدأ العلم". في هذا الملمح الذي عرضناه بسرعة واقتضاب، نكاد نقع على تلخيص لرؤية بوبر الفلسفية. وهذه الرؤية، أو المنظار، يتقدّمان لدى بوبر في صورة وعبارات شديدة الوضوح والتسلسل المنطقي، لكنها لا تخلو من بعض التعقيد وبعض المشكلات. ذلك ان بوبر يفصح عن رصد معمق لتاريخ وتحولات النظريات الفيزيائية والاحيائية والفلكية، ويدلّنا على مواضع التجاوز والنقض التي قدمها علماء كبار حيال السابقين عليهم، كما هي الحال بين كيبلر ونيوتن واينشتاين وداروين، ويريد بوبر من خلال رصده المتبحر هذا ان يتوصل الى نظرية فلسفية عن المعرفة في قوامها وماهيتها وآلية تحققها. والنظرية هذه تفسح المجال لأكبر قدر ممكن من الاختبار والتجريب. اي انه تجريبي الى حدّ بعيد، وهو لا يتردّد في الانتساب الى صفة التجريبية هذه، والعزيزة على الانغلو - سكسون كما سبق ولاحظ ذلك المفكر الفرنسي توكفيل. ونحن نرى بوبر، في مواضع اخرى، ينسب الى نفسه صفة الفيلسوف الواقعي حيناً، و"الواقعي الميتافيزيقي" حيناً آخر، ويرفض صفة "الوضعانية" التي ينسبها البعض اليه، الامر الذي يبدو راجحاً في نصوصه ومحاضراته هو انه يريد للفلسفة ان تكون قريبة جداً من المعرفة العلمية للطبيعة والقائمة على المراجعة والاختبار النقديين. ان تكون قريبة لا ان تكون مطابقة ومتماثلة، لأنه يعلم ان ثمة وجوهاً للبحث تصح في علوم الطبيعة ولا تصح في الفلسفة من ذلك مثلاً ان الاختزال قد يكون معياراً يمكن اختباره في علم الطبيعة لكنه لا يصح في حقل الفلسفة. كذلك الامر بالنسبة الى "تزوير" وتشويه بعض الحلول والفرضيات في ميدان العلم الطبيعي، اذ ان هذا التزوير يسمح لنا بمعرفة مدى صلاحية الفرضية ووجوه الخطأ والصواب فيها. قصارى القول ان كارل بوبر يسعى الى صياغة اساس منطقي وفلسفي للتواضع الفكري والذهني ولا طراح الايديولوجيات والنظم الدوغمائية المرصوصة الزاعمة القبض على الحقيقة. وهذا الاساس يستدلّ اليه بوبر من خلال تفسيره لطبيعة المعرفة العلمية، اذ هاهنا لا مجال لليقينيات بل للتخمينات والفرضيات. والحقيقة تظلّ تقريبية وخاضعة على الدوام للمحاسبة والنقد والتجاوز والتبدّل. الا انه في الوقت ذاته يخالف القائلين بأن تطور العلمي تراكمي ويرى بأنه على العكس "ثوري جوهرياً" أي انه يحصل في صورة انقلاب ودحض ونقض للنظريات العلمية السابقة. ويرى في موضع آخر ان البشر يحتاجون الى "لحظة دوغمائية" كي يتسنى لهم الاعتقاد واعتناق الآراء والافكار، ولكن لا ينبغي لهذه الدوغمائية ان تحول دون ولادة وانتشار ورسوخ "اللحظة النقدية". ونعثر على بعض ملامح الطريقة النقدية هذه في المحاضرة التي ألقاها بوبر في مانهايم في المانيا عام 1972 حول مشكلة العلاقة بين الجسد والنفس وموقعها داخل نظرية المعرفة، فهو يعتبر ان المشكلة هذه جدية، اذ أنها تشتمل على مسألة الحرية الانسانية وهي مسألة أساسية من كافة الوجوه، ربما في ذلك السياسة. ومشكلة التفاعل بين الجسد والنفس تحتوي على الغاز وأحجيات كبيرة قد يتعذر فك طلاسمها حتى في المستقبل، علماً بأن المسألة هذه تضرب بجذورها في عمق الفلسفة وفي ميتافيزيقا الأزمة الحديثة. فهي تقوم مقام الركن في ما تدل عليه الفلسفة الوجودية باسم "الشرط الانساني"، غير ان الوجوديين الذين حملوا هذه المشكلة لم يقوموا بمبادرة لتقديم شيء معقول لتفسيرها وشرحها. ويرد بوبر على عدد من علماء الاجتماع والفلاسفة الألمان الذين يعتبرونه "وضعانياً" بينما يصف نفسه بأنه واقعي. فالوضعاني في هذا الاطار، هو عدو كل تأمل نظري فلسفي، وهو خصوصاً عند الواقعية. ولهذا اختار موضوعاً غير وضعاني لمحاضرته. ويشير بوبر الى ان مفكرين مثل هيغل وماركس ولينين، كانوا يستخدموت كلمة "ميتافيزيقا" للتدليل على طراز فلسفي يعادي التطور أو انه يعتبر العالم ثابتاً ومصمتاً لا دينامياً. ولا يعتقد بوبر، شخصياً، بأن العالم مصمت، بل انه يتغير، وبأنه لم يعد هناك منذ زمن طويل ميتافيزيقا ساكنة ومصمتة، "اعتبر نفسي إذاً بمثابة واقعي ميتافيزيقي يقبل بنظرية التطور". ولمعالجة هذه المسألة يلجأ بوبر الى تحديد ثلاثة عوالم. العالم الأول هو "عالم السيرورات الفيزيائية"، والثاني هو "عالم السيرورات النفسية"، اما العالم الثالث وتعريفه محفوف بالصعوبات فهو "عالم نتاجات الروح الانسانية". ويعرض أربع محاولات لحل المسألة، الأولى تقول بالتفاعل النفسي - الفيزيائي، والثانية بالتوازي، والثالثة وهي الفيزيقية المحضة أو السلوكية لا تعترف إلا بالعالم الفيزيائي، والرابعة على النقيض من هذه فهي تقول بالنفسانية المحضة أو الروحانية. ويعتبر بوبر النظريتين الأخيرتين نوعاً من "فلسفة النعامة". ويخلص من ذلك الى الاقرار بصلاحية المذهب القائل بالتفاعل بين النفسي والجسدي أو الفيزيقي. بيد ان فلسفة بوبر، على جدارتها وجاذبيتها وحرصها على اعمال النقد، تترك بعض الأسئلة معلقة. من ذلك مثلاً اقراره بالحاجة الى لحظة دوغمائية كما لو انها مجرد عملية ذهنية يستدعيها المنطق المحض من دون الخوض في شروط تحققها وتوالدها ونقضها. اذ كيف يمكن الحؤول دون استقرار هذه اللحظة الدوغمائية واستوائها مداراً للبحث والمعرفة الزاعمين الاستحواذ على الحقيقة. والأمر ينطبق كذلك على حديث بوبر عن الحاجة البشرية البيولوجية الى الايحاءات والارشادات. وقد تكون علامات الوهن والاضطراب في فلسفة بوبر عائدة بعض الشيء الى عقلانية مدرسية لا تلتفت كثيراً الى الشروط السوسيولوجية والمعرفية التاريخية لولادة وانتشار الافكار والنظريات. مع انه تجريبي وواقعي، كما يقول. مقطع من الكتاب : المعرفة والسلام أراني اليوم، وأنا في الثالثة والثمانين من عمري، أسعد انسان عرفته. فأنا أجد الحياة رائعة مطلقاً. وصحيح انها مرعبة كذلك، وقد عرفت في حياتي غيابات أحزانها عميقة الغور إذ طاولت أهلاً وأقارب لي وأصدقاء قريبين. ستة عشر شخصاً من أقاربي المباشرين كانوا ضحايا هتلر، بعضهم في معتقل اوشفيتز، وبعضهم الآخر أقدم على الانتحار. بالرغم من ذلك، ومع انني كنت يائساً في معظم الأحيان وأشعر كذلك بمخاوف عميقة اليوم، فإن حياتي انقضت بحسب عبارة غوته في "رمي السماء بصرخات فرح، والابتلاء من بعد حتى الموت"! وأنا سعيد. لكنني لا أريد اضاعة المزيد من الوقت في التحدث عن نفسي. فما أشعر به يجد تعبيره في السطور الثمانية الأولى من "التمهيد للسماء" في كتاب "فاوست" لغوته. فأنا أرى العالم كما يتحدث عنه في التمهيد المذكور: في جوقة الأفلاك المتآخية: الشمس تحدث رنيناً لا نهاية له وخطوتها، الهادرة بالرعود، تكمل الدرب القديم. سِمْتها يعطي القوة الى الملائكة بدون ان تدرك الملائكة كيفية ذلك: المآثر السامية، الغريبة، تشعّ كما في اليوم الأول. أقول لكم كل ذلك، لأنني اعتبر بمثابة حماقة وبمثابة ديانة خاطئة الايديولوجيا المسيطرة في أيامنا هذه لدى المثقفين، وأعني بذلك التأكيد القائل بوضاعة عالمنا. ان البشر يفصحون عن حاجة رهيبة الى الايحاءات، وهذه الحاجة الخطيرة ستكون أحد المواضيع الرئيسية لكلامي اليوم. هذا الموضوع شاسع. وقد اشتغلت في ظروف صعبة، لكن بمواظبة، من أجل تقديم الموضوع هذا بالقدر الممكن من البساطة. وأخشى ان لا أكون قد نجحت تماماً في ذلك، لذا أطلب تعاونكم النشط معي. على انني سأكون شاكراً لكم ان لا تدعوني أقترح عليكم شيئاً!... ان اللغات البشرية تقوم على الحاجة الفطرية للتعلم والتحدث بلغة، لتمثيل الأشياء، وللتواصل. وكل هذا يعود، في الجزء الأكبر، الى حاجة فطرية الى الايحاءات وهي حاجة متصلة على وجه الخصوص باللغة. هذه الأشياء تتصل اتصالاً وثيقاً بالحاجة الضاغطة والملحة الى اكتشاف محيطنا، والى تعلّم أمور حول هذا المحيط، أي باختصار الى المعرفة. وعلى هذا النحو أفضت الأمور، في المجتمعات البشرية، الى الأساطير، الى المشعوذين، والى الكهنة. وهكذا جرى التوصل الى نزاع داخلي في وسعه ان يعزز الأمر كله: الشعور غير المفصح عنه بأننا في الحقيقة لا نعرف شيئاً، او اننا نعرف فقط القليل جداً من الأشياء. ولئن كانت الحاجة الى الضمانة - أو الى الحماية من قبل الرفاق أو الدعائم - قوية جداً، فان الحاجة ستكون ضاغطة وملحة كذلك من أجل امتلاك عقيدة مشتركة، وتبادل الايحاء بحقيقة هذه العقيدة. وهذا ما اسميه بالحاجة الى الايحاءات. الناس يخشون اللاأمان، فتصبح العقيدة اعتقاداً متعصباً، على هذا النحو أفضت الامور الى الذهان والى حمى الحرب، في بداية الحرب العالمية الاولى. غير انني، قبل الانتقال الى موضوعة الحرب والسلام، أودّ ان أقول بضع كلمات حول الفنّ - وحول الفنّ الحديث. نحن نعلم كلّنا بأن الفن الاكثر عظمة هو الفنّ الديني - الكاتدرائيات، ...، قداديس موزار وبيتهوفن وشوبير. ما هي حال الفن الديني اليوم؟ أعتقد بأنه جرت عملياً الاجابة على هذا السؤال، فيما لو وافقنا على ان ثمة ديانة خاطئة قد قامت واستقرت اليوم، وأعني بذلك الديانة القائلة بأن عالمنا، عالمنا الاجتماعي في كل الاحوال، انما هو جحيم. انني كل شيء ما عدا ان اكون خصماً للدين، وديانتي هي المذهب القائم على روعة العالم، على الحرية والقوة الخلاقة للبشر المتميزين. وعلى الخوف والمعاناة، وعلى اليائسين الذين يمكننا ان نساعدهم، على كمية الخير والشر التي تسم تاريخ البشرية والتي سوف تسمه على الدوام. وعلى البشارة السعيدة التي استطعنا تبعاً لها اطالة مدّة حياة الناس، حياة النساء والاطفال قبل اي شيء آخر، هم الذين عاشوا حياة قاسية. بالنسبة الى الامور الباقية، لا أعرف شيئاً، ومع ان البحث العلمي عن الحقيقة جزء من ديانتي، فان الفرضيات العلمية الرائعة لا تشكّل ديانة، بل لا ينبغي لها ان تكون ديانة. على ان الفن الحديث يجري شرحه وتفسيره عن طريق الديانة الحديثة - بواسطة هذه الهرطقة السفيهة: الاعتقاد بعالم سيئ ، وبالنظام الاجتماعي السيئ الذي نعيش فيه زعماً في سويسرا، في المانيا، في انكلترا وفي أميركا الشمالية. في كل مكان يجري اقناع الشبّان - بمقتضى تعليلات ذهنوية وبواسطة الفن الحديث كذلك - بأنهم يعيشون في جحيم. وما هي نتائج ذلك؟ الاولاد يحتاجون في الواقع الى مرشدين والى نماذج، الى عقائد والى نظام صلب ومتماسك. مع ذلك فان الشبّان الذين يكبرون يسعهم لاحقاً بل ينبغي عليهم ان يبدأوا بالتحرر من المرشدين، من العقائد، ومن ايديولوجيات "اولئك الذين يعرفون". وهذا الامر بسيط جداً. لا تتركوا انفسكم عرضة للاقتناع بأي أمر كان - ولا حتى بواسطتي انا، وهذا واضح واجداً. من خلال اي كتاب مدرسي عن التاريخ يمكنكم ان تتحققوا بأنفسكم لمعرفة اذا ما كان عصرنا، الذي ألغى العبودية، ليس بأفضل من كل العصور التي نمتلك حيالها معرفة تاريخية. لقد ارتكبنا بالتأكيد أخطاءً كثيرة، وما زلنا نرتكب، مع ايديولوجياتنا المرعبة.... عن الفرنسية: حسن الشامي