قال مرجع قضائي رفيع ان إحالة الحوادث الدامية التي وقعت في عين بورضاي بعلبك على المجلس العدلي، يعني ان القضاء العسكري سيرفع يده حكماً وتلقائياً عن القضية، مشيراً الى ان كل التدابير القضائية التي كانت اتخذت حتى الآن في حق الشيخ صبحي الطفيلي وأتباعه، لم تعد ذات معنى، من دون ان تعني اسقاط الملاحقة في حقهم. وأكد المرجع لپ"الحياة" ان "رفع يد القضاء العسكري عن التحقيق في هذه الحوادث يعني ايضاً ان كل محاضر التحقيق التي انجزتها الشرطة العسكرية مع الموقوفين ستسلّم فوراً الى النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم الذي سيتولى الادعاء ويسلّم من ثم المحاضر الى المحقق العدلي في الجريمة الذي سيعيّنه لاحقاً وزير العدل الدكتور بهيج طبارة بناء على اقتراح مجلس القضاء الأعلى". ولفت الى ان قاضي التحقيق العسكري رياض طليع لم يتمكن امس من بدء الاستجوابات مع الموقوفين. ومن اسباب نقل القضية من يد القضاء العسكري الى المحقق العدلي قبل انقضاء 24 ساعة على إدعاء القاضي لحود على الشيخ الطفيلي وأتباعه، قال المرجع القضائي "ان التقدير في الدرجة الأولى يعود الى السلطة السياسية، اي مجلس الوزراء، وبالتالي لا نود الدخول في تفسير الدوافع". وختم "ان مجرد نقل ملف الادعاء من القضاء العسكري الى المحقق العدلي يعني من وجهة نظرنا ان السلطة الاجرائية أضفت على هذه القضية طابعاً مهماً، خصوصاً ان الإحالة على المجلس العدلي تعني ان الجرم يشكل اعتداء على أمن الدولة وتهديداً للنظام العام وللإستقرار وللسلم الأهلي الذي ينعم به البلد". وبالنسبة الى الظروف التي استدعت إحالة القضية على المجلس العدلي، علمت "الحياة" من مصادر وزارية ان معظم الوزراء فوجئوا لدى دخولهم الجلسة بطلب رئيس الجمهورية الياس الهراوي احالتها عليه. وأكدت ان اركان الحكومة او معظمهم على الأقل لم يكونوا في اجواء الإحالة الفورية على المجلس العدلي، مشيرة الى "اننا كنا نتوقع ان تتم الاحالة في جلسة اخرى". لكنهم وافقوا بالغالبية على الطلب. وأشارت المصادر الى ان استعجال طرحها على المجلس العدلي لم يرَ النور إلا صباح امس ومن خلال الخلوة التحضيرية للجلسة التي عقدت بين رئيسي الجمهورية والحكومة، علماً ان اوساط الحريري لم تتوقع ان تتم الإحالة امس. ويذكر ان هذه القضية هي السادسة تحال على المجلس العدلي في عهد الرئيس الهراوي والخمس السابقة كانت: اغتيال المهندس داني شمعون وعائلته 1990، مقتل الأخوين انطونيوس في بعبدا 1991، تفجير كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل 1994، متفجرة على طريق البلمند كانت تستهدف مؤتمراً لقادة روحيين مسيحيين عالميين 1994، واغتيال الرئيس السابق لپ"جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" الاحباش الشيخ نزار الحلبي 1995.