وقع وزير الاقتصاد السوري محمد العمادي ووزير الاسكان الايراني عبدالعلي زاده مذكرة تفاهم ثنائية لتشجيع اقامة استثمارات مشتركة في بلديهما وازالة الصعوبات التي تواجه مساهمة شركات ايرانية في مناقصات دولية تعلن في سورية. وجاء توقيع المذكرة على هامش زيارة رئيس مجلس الشورى البرلمان الايراني حجة الاسلام علي اكبر ناطق نوري الى دمشق، وتمهيداً لانعقاد الهيئة السورية - الايرانية العليا بين نائبي الرئيس السوري عبدالحليم خدام والايراني حسن حبيبي في طهران منتصف الشهر الجاري. وكان ناطق نوري التقى اول من أمس كبار المسؤولين بينهم رئيس الوزراء محمود الزعبي في وقت كان العمادي وزاده يجتمعان للبحث في سبل تجاوز العقبات التي تقف امام تطوير العلاقات الاقتصادية. وقالت مصادر المجتمعين ل "الحياة" ان العمادي "ركز في اللقاء على الاستفهام عن اسباب تأخر الايرانيين في تقديم عروض لاقامة مشاريع صناعية في سورية بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين العام الماضي". وتشمل المشاريع المقترحة اقامة مصانع للفولاذ والاسمنت وصوامع للحبوب وتتجاوز قيمة هذه المشاريع 2،1 بليون دولار اميركي. وذكرت المصادر: "عندما اعترف زاده بأن حكومته لم تسمح للشركات الحكومية بتقديم العروض الفنية بسبب عدم تقديم الشركات تقارير عن اجتماعاتها مع السوريين، ردّ العمادي بالقول ان الحكومة الايرانية لا تسمح لهذه الشركات بعقد لقاءات مع الشركات السورية". وتطرقت المحادثات "في شكل غير مباشر" الى موضوع الديون الايرانية المستحقة على سورية التي تبلغ قيمتها نحو بليون دولار اميركي وتعود الى نهاية الثمانينات عندما كانت ايران تصدر النفط الى سورية. وجاء في مذكرة التفاهم التي حصلت عليها "الحياة" ان الطرفين اتفقا على وضع اتفاق التبادل التجاري ولتبادل اقامة معارض خاصة في بلديهما. وفي المجال الصناعي، ذكرت ان شركة "احداث صنعت" الايرانية ستقدم العروض الفنية للمشاركة في مصنعي اسمنت عدرا وحماة وتطوير مصنع اسمنت طرطوس وانتاج الاجر الناري. كما اتفق الطرفان على اقامة شركة مشتركة للحديد والصلب بحيث تضع شركة الفولاذ الوطني الايرانية دراسات الجدوى الاقتصادية خلال ثلاثة اشهر، وعلى اقامة شركة مشتركة لتصنيع المحركات في سورية ومصنع لتصنيع سيارات "بيك أب". ويتضمن العرض الايراني انتاج خمسة آلاف "بيك أب" في السنة الاولى، ويرتفع الرقم الى 7320 سيارة في السنة الخامسة وتكون نسبة التصنيع المحلي في سورية نحو خمسة في المئة. وتضمنت المذكرة ايضاً الاتفاق على انشاء وحدة لتصنيع زيوت الاساس في سورية، وان وفداً فنياً من "شركة بهران النفطية" سيزور مصفاة حمص وسط البلاد خلال شهر".