تشهد القاهرة خلال الأيام المقبلة نشاطاً أمنياً مكثفاً، يهدف إلى تطويق ظاهرة الإرهاب وعقد اتفاقات ثنائية لتبادل المعلومات. وسيبدأ ذلك النشاط بزيارة يبدأها الى العاصمة المصرية اليوم وزير الداخلية اليوناني جورج أرمنيوس على رأس وفد أمني كبير. وتحاول مصر واليمن التغلب على مصاعب واجهت البلدين في التوقيع على اتفاق أمني. وسيزور القاهرة يوم الثلثاء المقبل نائب وزير الداخلية اليمني العقيد محمد مطهر على رأس وفد أمني لإجراء محادثات مع عدد من المسؤولين المصريين. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن زيارة الوفد اليمني جاءت بناء على اتفاق جرى بين وزير الداخلية المصري السيد حبيب العادلي ونظيره اليمني السيد حسين عرب خلال اجتماع عقداه يوم 5 كانون الثاني يناير الماضي على هامش اجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس. واضافت المصادر أنه سيتم أيضاً مناقشة بنود في الاتفاق الأمني تختلف وجهات نظر الجانبين في شأن تفسيرها وخصوصاً في مجال تسليم المجرمين. وكان أن وزير الداخلية اليمني أكد أن بلاده تتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب ولن تتأخر عن تلبية المطالب التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلدين. ونفت اليمن أن تكون تسلمت لوائح باسماء المطلوبين على ذمة قضايا وقعت داخل مصر، لكن مسؤولا مصرياً بارزاً ابلغ "الحياة" أن القاهرة طلبت من اليمن تسليمها عناصر مقيمة في اليمن من المنتمين الى تنظيم "الجهاد". وعلمت "الحياة" أن الخلاف المصري - اليمني يدور حول التعريف المحدد للمجرمين ومن يندرج تحت هذا البند، إذ تعتبر مصر مرتكبي الجرائم الإرهابية والمنظمة ومن يعملون ضد أمن الدولة ضمن هذا النطاق في حين تحاول اليمن أن تضع المعارضين من اللاجئين اليمنيين في مصر ضمنه، لكن القاهرة ترى أن هؤلاء لا يخالفون القوانين المصرية التي من أجلها حصلوا على اللجوء السياسي أو الاقامة، وتوقعت المصادر المصرية أن تنجح المحادثات الأمنية في القاهرة في التوصل الى حل يرضي الجانبين وبما لا يؤثر على العلاقات السياسية المتميزة.