1 - الأم عندي صبية وغلام. يعبس عندما يراها ضاحكة. وتبادله المرح عندما تنسى انه أخوها. وكلما أردتُ القيلولة تشاجرا حتى ترتج الجدران من غضب الأم. والآن… في هذه المدينة الصامتة يتردد ضحكهما بين شارع الهاي ستريت وشارع برنس أوف ويلز فأكاد أراهما. ثم يختفيان. أقصد: تختفي هي، وهو أيضاً يختفي. 2 - المعلمة قالت لنا المعلمة: في السفر سبع فوائد . عددْنَها. وعندما سافرتُ هذه المرة نسيتُها جميعاً. 3 - الكاتبة حملتُ القلم ونظرت الى الورق الأبيض. لم أعثر على جملةٍ واحدة اكتبها. على كلمة… بل لم أعثر على معنى قط. 4 - المصوّرة نظرت الى الجدار فوجدت بعض الصور يعلوها شحوب الصباح. زدت الاضاءة حتى أرى… اختفت الصور. 5 - الناظرة أزحت الستارة عن الشباك الذي قرب سريري حتى أرى الصباح. بعد ساعتين فتحت عيني فجأة. كان القمرُ بدراً والسماء صافية والنجوم والضفة الأخرى من النهر تتلألأ. فحسبت انني في مدينتي. عندما بدأ الارتياح يتسلل الى جسدي، شعرت بنخزة في صدري. ليس الأمر مهماً. انها نخزة الوحدة. 6 - الغافلة ثلاث سنوات مرت من العمر دون علمي. في بدايتها أعمتني الدهشة. وفي نهايتها أعماني الغضب. وفي ما بينهما كنت بحواسي أتلمس طريق الحرير. وقف الليل على كتفي وقال: استيقظي. 7 - المرتعشة أمسكت بالممحاة ومحوتُ على الورق. محوت على الفضاء. محوتُ في داخل الحنجرة. شيء واحد لم أستطع الاقتراب منه: رسائله. 8 - العارفة يباب. هكذا يخيّل اليَّ. مائدة مزينة بباقة ورد وقارورة بلون الفيروز وصحن أصفر ونصف تفاحة. عندما دقت ساعة المدينة التي أرقبها طوال النهار من نافذة بيتي، تناثر الورد واندلقت القارورة وطار الصحن وتغضن نصف التفاحة. فعرفت ان الزمن يعدو. ولكن الى يباب… 9 - المستفهمة قرأت كتاب كونديرا "الضحك والنسيان" فظللت أضحك. اتذكر وأضحك. امشي وأضحك. أسافر وأضحك. أقرأ وأضحك. أتكلم بالهاتف وأضحك. حتى نسيت لَمَ كل هذا الضحك. 10 - المتفرجة كتب اليَّ يحدثني عن الحب العظيم! طبطبتُ على كتفه وقلت: يا صديقي… ولم أستطع ان أكمل. 11 - المتقلبة احتاج الى وقت. لا بل احتاج الى مساحة. لا. بل احتاج الى سفر يوم. ليتني أعرف بالضبط ما احتاج اليه في هذه الساعة المتأخرة من ليلة عاصفة في اكستر. اكستر 20/1/1998