بعض من الماضي ( 3) عين الحسود \" أحمد\" ابن الجيران وصديق الطفولة ,يجري وشعره الطويل يتناثر فوق كتفه , شعره أطول من شعري , كنت أطلبه أن يقص شعره لألصقه مع شعري, كشعر \"سلمى\" الطويل .. ولكن بلا فائدة , فجأة اختفى أحمد من الحارة, لم يعد يلعب معي , وطال انتظاري .. خرج والده من المنزل وخلفه أحمد يلبس طاقية أباه , اختفى الشعر الطويل , ونحل جسمه , لم ولن أنسى نظراته الحزينة حينها ..وفهمت أنه لن يعود ليلعب معي على الرصيف ..ولن نجري وراء غنمات العجوز جارتنا .. في بيتهم اجتمعوا نسوة الحارة يبكون أحمد, ورجال الحارة حملوه فوق أكتافهم لبعيد , عادوا ولم يعد أحمد معهم, كان أكبر مني بعام .. مات أحمد ولم أرى \" صلعته \" .. بكيت أحمد خلف \"صندقة\" الغنمات التي كنا نجري خلفها لنخيفها .. سؤال كان يتردد في بالي \" هل فعلاً عيون الناس تُدخل من نحب للقبور ؟؟!!