أعلنت "مجموعة آسيا براون بوفري" آي. بي. بي الدولية المتخصصة في الهندسة الصناعية والكهربائية ان حجم طلبياتها العام الماضي ارتفع بنسبة ثلاثة في المئة ليصل الى 8.34 بليون دولار وان ارباحها الصافية بلغت 572 مليون دولار. وقالت انها تنوي زيادة نشاطاتها في آبار النفط والغاز والبتروكيماويات وان منطقة الشرق الأوسط، لا سيما السعودية ومصر، شكلت احد ابرز اسواقها الدولية واكثرها نمواً. وان اجمالي طلبيات الشرق الأوسط وافريقيا ارتفع العام الماضي الى ثلاثة بلايين دولار. وذكر رئيس المجموعة غوران ليندال في مؤتمر صحافي عقده في زوريخ امس وحضره مندوبون من 42 دولة ان "أزمة الاسواق الآسيوية ستؤثر على المدى القصير على نشاطات المجموعة وان آسيا ستبقى على رغم ذلك مصدراً كبيراً للنمو نظراً الى حاجة دولها الماسة الى تطوير المرافق الاساسية والبنى التحتية". وقال: "ان الارباح التشغيلية نمت بمعدل صافٍ يبلغ أربعة في المئة لتصل الى 176.1 بليون دولار" لكنه أشار الى ان الاعباء المالية لخطة اعادة الهيكلة في الاسواق الغربية والاسيوية، التي بدأت في تشرين الأول اكتوبر الماضي، والبالغة 866 مليون دولار، علاوة على الاعباء والاكلاف المالية المترتبة عن تأخير طويل الأمد لمشروع بناء سد باكون في ماليزيا التي تناهز 102 مليون دولار، فضلاً عن خسائر شركة "آدرانتز" لبناء القاطرات وتجهيزات السكك الحديد التي تفوق 50 مليون دولار، أدت الى تدني صافي الارباح المسجلة بعد خصم الضرائب وبنسبة تفوق 60 في المئة. وذكر ان خطة اعادة الهيكلة كانت ملحة وعاجلة وانها طبقت بسرعة سمحت بتنفيذ 70 في المئة منها في مدى 15 اسبوعاً بعدما كان القرار الاساسي ينص على تنفيذها في مدى 18 شهراً. وتتضمن الخطة تسريح 5.16 ألف موظف واغلاق 13 مصنعاً وخفض انتاجية سبعة مصانع اخرى واعادة تطوير خطط الانتاجية وتركيزها في شكل أساسي في اوروبا وآسيا. وكانت الأرباح الصافية المسجلة عام 1996 بلغت 233.1 بليون دولار. وقال ليندال ان مجموعته سجلت زيادة في السيولة العام الماضي تبلغ 300 مليون دولار في حين بلغت حقوق المساهمين 1.21 في المئة والعائد على رأس المال 4.19 في المئة. الدولار وأضاف ان "آي. بي. بي" لا تملك اي نية للتحول عن الدولار الاميركي الى العملة الاوروبية يورو في الفترة المقبلة على رغم ان المجموعة خسرت العام الماضي تسعة في المئة من دخلها نتيجة تذبذب سعر الصرف للعملات المحلية في البلدان التي تنشط فيها امام الدولار الاميركي. وتعتبر "آي. بي. بي" احدى اكبر مجموعات الهندسة الكهربائية المتخصصة في اعمال الطاقة والمواصلات في العالم. وهي نشأت ضمن تحالف أوروبي عملاق انجز في زوريخ قبل عشرة اعوام بين مجموعة "بي. بي. سي براون بوفري" السويسرية ومجموعة "آسيا" السويدية. وفي حين لم تتحرك بورصة زوريخ امس بعد نشر نتائج المجموعة. أشار التقرير السنوي الذي نشر خلال المؤتمر الصحافي الى ان عدد موظفي المجموعة التي تضم اكثر من ألف شركة حول العالم انخفض بمقدار واحد في المئة تقريباً في نهاية 1997 ليناهز 213 ألف موظف مقابل 9.214 ألف موظف نهاية 1996. وقال ليندال رداً على سؤال ل "الحياة" ان مجموعته "لا تنوي العمل على تحقيق اندماج أوسع يكفل مواجهة التقلبات التي قد تحملها ظاهرة العولمة والازمات المالية المشابهة للازمة الاسيوية الاخيرة". وأضاف "لم نتلق اي عرض على أي حال بهذا الخصوص وسنواصل النمو في شكل عضوي ومتنوع وجزيري. وسنركز جهودنا على التوسع والنمو في المواضع التي نراها مناسبة في السوق العالمية، وعلى مضاعفة حجمنا مرتين الى ثلاث مرات في مواضع معينة وربما نشتري شركات في الاسواق الاسيوية" مشيراً الى ان الهدف يبقى زيادة تنافسية المجموعة وتعزيز التحالفات وانماط الشركات والتحالفات المحلية. وتوقع ان تواصل المجموعة النمو بمعدل لا يقل عن ستة في المئة على اساس تدعيم مكانتها في مجال نشاطها الرئيسي والعثور على شركاء أقوياء في القطاعات التي تعتبر مجالاً رئيسياً لها. وذكر ان حجم الانفاق على خطط التطوير سيبقى على ما هو عليه بعدما بلغ العام الماضي 6.2 بليون دولار أو ما يعادل ثمانية في المئة من اجمالي العوائد. وقدر حجم العائدات السنوية المتوقعة ل "آي. بي. بي" بين 2000 و2001 بنحو 500 بليون دولار ستبلغ حصة الاسواق الناشئة منها 30 في المئة على الاقل. وأكد ان صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات تمثل سوقاً قدرها 80 بليون دولار مقابل 75 بليون دولار لصناعة توليد الطاقة كل عام، مما يعني "ضرورة التركيز اكثر على صناعة النفط والغاز ومشتقاتهما". وأضاف ان "آي. بي. بي" في هذه الصناعة كانت 300 مليون دولار منذ 10 سنوات ارتفعت العام الماضي الى ثلاثة بلايين دولار وان هذه النسبة ستتضاعف قريباً. توسع في الشرق الأوسط وأشاد بحجم التوسع الذي شهدته سوق الشرق الأوسط التي زاد فيها عدد العاملين لدى المجموعة من 9.4 ألف عامل عام 1990 الى 11 ألفاً مشيراً الى ان السوقين السعودية والمصرية تشكلان ابرز أسواق المجموعة في كامل المنطقة وأكثرها تحسناً. وقال ان اجمالي طلبيات الشرق الأوسط وافريقيا بلغت العام الماضي ثلاثة بلايين دولار بارتفاع سنوي قدره تسعة في المئة وزيادة مقدارها 51 في المئة مقارنة مع عام 1990. وشدد على ان منطقة الشرق الأوسط وافريقيا سوق عملاقة تضم 72 دولة و1.1 بليون نسمة وتنفذ فيها مشاريع طاقة بقيمة 35 بليون دولار سنوياً. وقال: "حصتنا فيها هذه السوق لا تتجاوز عشرة في المئة وهذا ليس كثيراً ونحن نرغب في زيادته".