بغداد - أ ف ب، رويترز - غادر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بغداد الى نيويورك، عبر باريس حيث أمضى ليل أمس، ليطلع مجلس الأمن الدولي على الاتفاق الخطي الذي وقعه مع السلطات العراقية من اجل وضع حد للأزمة الحالية. وأكد أنان، في مؤتمر صحافي عقده مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز، ان الاتفاق يزيل "عائقاً كبيراً" امام التطبيق للقرارات الدولية ولا يتضمن أي مهلة لانهاء مهمة اللجنة الدولية المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية. في حين شدد عزيز على العمل "بكل ارادة طيبة وتعاون كامل" لتحقيق رفع العقوبات الدولية عن العراق. وقال انان: "انني سعيد بأن أعلن انني توصلت الى اتفاق مع حكومة العراق على مسألة عمليات التفتيش لنزع الأسلحة من قبل الأممالمتحدة. وذلك بعد مناقشات مفصلة وكثيفة مع السلطات العراقية توجت باجتماع مع الرئيس العراقي صدام حسين"، معرباً عن الاعتقاد "بأن بنود هذا الاتفاق المكتوب مقبولة وتزيل عائقاً كبيراً أمام التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن، وسأقدم تقريري الى المجلس الثلثاء" اليوم. وأكد "ان الولاياتالمتحدة، وكذلك باقي أعضاء مجلس الأمن لم يقبلوا ولم يرفضوا الاتفاق لأنهم لم يقرأوه. وسيطلعون عليه غداً اليوم وينبغي ان أتناقش معهم في نيويورك. انه اتفاق جيد وآمل بأن يقبله المجلس". وأضاف: "يمكنني ان أقول بشكل قاطع ان الاتفاق لا ينص على أي موعد أقصى ولا على أي مهلة لإنهاء مهمة لجنة التفتيش عن الأسلحة. لكنني أعتقد انه سيكون مهماً محاولة القيام بكل ما نستطيع لانجاز عملنا خلال فترة معقولة". وخلص الى القول: "أريد ان أشكر الرئيس صدام حسين والحكومة العراقية لتعاونهم ولطفهم. أريد ان أشكر كل الحكومات التي ساهمت في النجاح، في هذه المنطقة وفي أوروبا وفي المناطق الأخرى. ان ملايين الناس صلوا من أجل حل ديبلوماسي ونشكرهم جميعاً لأنه يجب عدم التقليل من اهمية الصلاة وقدرتها. لقد نجحنا وآمل بأن يتم التمسك بهذا القرار وان لا يكون علينا مناقشة هذه القضية مجدداً". وقال طارق عزيز من جهته: "توصلنا، لحسن الحظ، الى اتفاق نهائي على المسألة التفتيش عن الأسلحة واتفقنا على مواصلة تعاوننا مع سعادة الأمين العام من اجل الوصول الى هدفنا المشترك". وأضاف: "في ما يتعلق بالشعب والحكومة العراقية فإن الأولوية هي للتوصل الى تنفيذ سريع للفقرة 22 من قرار مجلس الأمن الرقم 687 والحصول على رفع كل العقوبات"، مؤكداً: "سنعمل بكل ارادة طيبة وبتعاون كامل ونأمل بأن يتم تحقيق هذا الهدف وهو رفع العقوبات في وقت قريب جداً". وشدد على "ان ما ساعد على التوصل الى هذا الاتفاق … هو الارادة الطيبة التي أظهرها الأمين العام وليس التعبئة العسكرية الأميركية والبريطانية. ان الفضل هو لديبلوماسية الأممالمتحدة وليس لصليل السيوف"، معتبراً ان الاتفاق "قائم على التعقل. وهو متوازن ومنسجم مع قرارات مجلس الأمن. ان العراق ليست لديه مشكلة مع هذه القرارات لكن المشكلة هي كيف تطبق. واذا طبقت بكل ارادة جيدة وبشكل متوازن طبقاً لروح ميثاق الأممالمتحدة فإننا لن نصادف أي مشكلة". وأكد: "اتفقنا مع الأمين العام على اجراء متوازن للتوصل الى الحقيقة. وقد كانت هناك اشارات كثيرة تتعلق بنزع السلاح والاتفاق يتيح للجميع، للأمم المتحدة ولمجلس الأمن وللرأي العام العالمي ان يعرف الحقيقة وهذا يخدم هدف العراق". ورداً على سؤال لصحافي بريطاني يتعلق بامكان الثقة بالتعهدات العراقية قال طارق عزيز: "ان تاريخ المنطقة والعالم العربي منذ الحرب العالمية الأولى أكد ان الحكومات البريطانية المتعاقبة لم تلتزم تعهداتها تجاه الأمة العربية لا بل انها أخلت بالتعهدات التي قطعتها للعرب بمن فيهم العراقيون". وكان الناطق باسم الأممالمتحدة فرد ايكهارد، بعد الاعلان عن التوصل الى اتفاق مع العراق ليل أول من أمس، قال ان الأمين العام للمنظمة الدولية "راض عن النص ويظن انه سيكون مقبولاً من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وعموماً الدول الپ15 الأعضاء في المجلس". وأوضح الناطق ان أنان "اتصل بالفعل بالدول الخمس الدائمة العضوية أي بريطانيا والصين وروسيا والولاياتالمتحدة بعد اجتماعه مع الرئيس صدام حسين" بعد ظهر أول من أمس. وأضاف ان "الأمين العام يرى ان هذا الاتفاق ينسجم مع المبدأين اللذين كان يحملهما لدى مجيئه الى هنا"، وهما احترام قرارات الأممالمتحدة ودخول الخبراء الدوليين الكامل وغير المشروط للمواقع التي يعتزمون تفتيشها. و"نظن ان هذا أمر ايجابي جداً للعراق وللمنطقة وللعالم". وفي مقابلة مع شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية سُئل أنان عن امكان وجود ثغرة تمكن مهاجمة الاتفاق من خلالها، فأجاب: "سيتعين في تقديري بذل جهد كبير للغاية" للعثور عليها. واعترف بوجود بعض الصعوبات بين العراق وريتشارد بتلر رئيس اللجنة الدولية المكلفة إزالة أسلحة الدمار الشامل. وقال إن بتلر يعمل في ظل ظروف صعبة، متوقعاً عودته إلى العراق في 2 آذار مارس. وعن اجتماعه مع صدام قال أنان: "تحدثت بصراحة شديدة... بصراحة موجعة وفعل صدام الشيء نفسه".